يعيش سكان مخيم زوغرة غرب جرابلس “30كم” أوضاعاً صعبة، زاد تأثيرها مع دخول شهر رمضان الكريم، فقلة المياه وقلة المرافق الخدمية وبطء عمل المنظمات الإغاثية التركية الذي لا يتناسب مع حجم المعاناة ومنع المنظمات السورية من العمل داخل المخيم هي مشاكل يذكرها أهالي المخيم باستمرار.
ويشتكي سكان المخيم من قلة المياه في المخيم حيث هنالك صعوبة كبيرة بالحصول عليها، حيث يخدم المخيم ثلاث أبار للمياه يشرب ويستخدم مياهها عوائل المخيم، تقوم العوائل بجلب المياه من البئر للخيم بمشقة كبيرة عن طريق البدونات، وبعد انتظار للدور الذي يطول في أحيان بسبب ازدياد الازدحام الناتج عن تعطل أو توقف المولدات المخدّمة للآبار.
ويذكر أبو خالد وهو أحد قاطني المخيم أن أول يوم في شهر رمضان المبارك قام المطبخ المشترك بالمخيم والتابع للمنظمة آفاد بتقديم وجبة في وعاء “سطل” عبارة عن “برغل بشعيرية” ليكون ثاني يوم هو يوم عطلة للمطبخ ولم يقدم شيء، ويعيش في المخيم أكثر من 1850 عائلة تعاني من فقر مدقع، لا يعينها على تأمين احتياجات الحياة اليومية.
وتمنع الحكومة التركية جميع المنظمات غير التركية من العمل في منطقة درع الفرات وداخل المخيم تحت طائلة المحاسبة، وتتذرع الحكومة بمنع العمل العشوائي الذي تمارسه المنظمات الصغيرة مما يتسبب بعدم تساوي فرصة الحصول على الإغاثة لجميعع المستحقين.
وتم منع أي مشروع إغاثة رمضانية وأي مشروع إفطار صائم داخل المخيم من قبل المنظمات التركية إلا إذا وافق شروطها، فقال أبو أحمد وهو أحد الذين حاولوا تقديم مساعدة رمضانية: “المنظمات التركية قبلت بتوزيع المساعدات الرمضانية ولكن أن يتم ذلك عن طريقها فقط وباسمها وبكمية تستوعب كل العوائل في المخيم”.
وفي سياق متصل لم تؤمن المنظمات التركية خيم مستقلة لآخر دفعتين من مهجري حي الوعر وعددهم يفوق 600 عائلة بل اكتفت بنصب هنغارات كبيرة قسم للنساء وقسم للرجال وهو ما رفضه النازحون ويقول حمزة أحد النازحين: “المنظمات التركية لا تريد جميع أهل الوعر في مخيم واحد ونحن أتينا لهذا المخيم لأن أهلنا هنا فعاقبتنا المنظمات بعدم تقديم الخيم والخدمات”.
وقد هجر أهالي حي الوعر لمنطقة جرابلس بعد تنفيذ النظام وداعمته روسيا قصفا هستيريا وخيرهم الروس بين الموت تحت صواريخ طائراتهم أو الخروج من الحي أو البقاء تحت سلطة نظام الأسد، فكان خيارهم التهجير والذي دفع الكثير منهم للتحسر على أيام الصواريخ والقذائف والقصف العنيف بعد ما عانوه من ذل المخيمات.
محمد الحميد – وطن اف ام