كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الأحد، أوضاع الطلاب السوريين في يومهم الدراسي الأول لهذا العام في المناطق التي ما زالت الحرب مشتعلة فيها، ومنها مدينة دوما المحاصرة قرب العاصمة دمشق.
واجتمع أطفال صغار يرتدون حقائب الظهر في مدرسةٍ ابتدائية سورية، يبتسمون وهم يسيرون بين المكاتب المغطاة بالغبار.
وفي الفصل، يمر الضوء عبر حفرةٍ واسعة في السقف، والخرسانة المتآكلة وقضبان الفولاذ المكشوفة متدلية فوق رؤوسهم، حيث تضرر المبنى في وقتٍ ما من الحرب المستمرة منذ ست سنوات، تقول الصحيفة.
وبحسب الصحيفة الأميركية في فصلٍ آخر يوم السبت كانت القضبان الحديدية التي تغطي النافذة محنية إلى الداخل نتيجة انفجارٍ قوي، وجدران المدرسة تشوهها الثقوب الناتجة عن الرصاص والشظايا.
وأضافت أن الأطفال السوريين عادوا إلى المدرسة وسط كل هذا الدمار، على الرغم من استمرار الحرب حولهم، في ضاحية دوما التي تسيطر عليها فصائل الثوار في الأطراف الشمالية الشرقية من دمشق.
وأكدت أن الضربات الجوية للأسد ما زالت تحدث بانتظام في دوما، إذ تقاتل قواته لانتزاع السيطرة على المنطقة من يد فصائل الثوار.
وتقول منظماتٌ دولية إنَّ الأسد استهدف في الماضي المدارس والمستشفيات عمداً في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل.
والحرب في منطقة دوما مستمرة منذ عام 2013 وقد حولت الضربات الجوية والمعارك البرية المدينة أنقاضاً، وفي اليوم ذاته الذي بدأت فيه الدراسة، قالت فرقة طبية مقرها مدينة دوما إنَّ ضربةً جوية على المنطقة تسببت في إصابة عددٍ من الناس.
لكن في المدرسة المحلية، يحاول الطلاب التمسك بشكلٍ من أشكال الحياة العادية على الرغم من الصراع حولهم، وفق الصحيفة الأميركية.
ولفتت أنه داخل المبنى، عُلِّقَت أعمال الأطفال الفنية والقصاصات الورقية للحروف العربية على الجدران، تذكيراً بأنَّ المدارس قد عادت للعمل.
وذكرت أن دوما تعتبر واحدة من آخر المناطق الكبيرة بالقرب من دمشق التي لا تزال تحت سيطرة فصائل الثوار، ويعتمد سكان المدينة على مساعدات المنظمات الإنسانية لتوفير احتياجاتهم الأساسية، حيث سلَّمت قافلة مساعدات تابعة للهلال الأحمر السوري الشهر الماضي، الطعام والإمدادات الطبية واللقاحات لأهل المدينة.
يشار أن الحرب قد قطعت تعليم الأطفال. ونتج عن هذا الصراع الممتد تدمير جزئي أو كلي لأكثر من خمسة آلاف مدرسة، وذلك بحسب مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأكدت نيويورك تايمز، أنه أصبح عدم توفر التعليم مشكلةً كبرى مع وصول عدد النازحين داخل سوريا لحوالي 6 ملايين لاجئ، إلى جانب 5 ملايين لاجئ فروا من البلاد، حيث يبلغ عدد الأطفال في عمر الدراسة الذين لا يتلقون تعليماً في البلاد المجاورة التي تستضيف معظم المهاجرين السوريين ما لا يقل عن 536 ألف طفل، وذلك حسب تقرير حديث لمنظمة هيومان رايتس ووتش.
وفي ختام تقريرها، أشارت نيويورك تايمز إلى مشهد متناقض بشكل صارخ مع الأوضاع في دوما، إذ ظهرت أسماء الأسد، زوجة رأس النظام بشار الأسد في الصور وهي تعانق أطفالاً في فصولٍ دراسية فخمة مطلية بألوانٍ زاهية في مدرسة افتُتِحَت حديثاً في منطقة طرطوس التي يسيطر عليها النظام.
وطن اف ام