تمكنت الجزيرة نت من الحصول على معلومات خاصة من قيادي كبير بالحرس الجمهوري السوري تكشف احتفاظ نظام بشار الأسد بالقدر الأكبر من ترسانة أسلحته الكيميائية والأماكن السرية التي يخفي فيها هذه الترسانة، وذلك على الرغم من إعلان جهات التفتيش الدولية إتمام مهمتها بتفكيك منظومة هذه الأسلحة ونقلها خارج سوريا.
وتفيد هذه المعلومات، التي كشفها للجزيرة نت قيادي كبير في الحرس الجمهوري ينتمي للطائفة العلوية، أن الأسد يخفي هذه الأسلحة في مخابئ سرية تحت الأرض في عدة مواقع منتشرة في العاصمة دمشق ومحيطها.
وأكد القيادي -الذي اشترط عدم الكشف عن هويته أو الإشارة لها- أن نظام الأسد عمد إلى إخفاء كميات كبيرة من السلاح الكيميائي أكبر بكثير من تلك التي سلمها للمجتمع الدولي عقب الاتفاق الأميركي الروسي لتدمير هذه الأسلحة بعد مجزرة الغوطة التي أودت بحياة المئات غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال القيادي السوري للجزيرة نت “بدأ النظام السوري بإخفاء تلك الكميات عقب استخدامه السلاح الكيميائي لأول مرة في الغوطة الشرقية، قبل عام كامل من قصفه حرستا ودوما والمعضمية بالكيميائي، الأمر الذي دفع العالم للنزع المزعوم لسلاح النظام الكيميائي.
وأكد الضابط معرفته الأكيدة بأربعة مواقع (ومعرفة جزئية لموقع خامس) خبأ فيها النظام هذا النوع من السلاح، وحدد مواقعها بدقة تامة، نوردها هنا كما شرحها تماما:
الأول: يقع تحت قيادة القوة الجوية وسط دمشق إلى الشرق من دوار الأمويين، ويمتد تحت قيادة الأركان ونادي الضباط وفندق مريديان سابقا.
وهذا الموقع هو عبارة عن 11 طابقا تحت الأرض، وتم تخزين كميات كبيرة من السلاح الكيميائي في طوابقه الخمسة العليا، أما الطوابق الثلاثة التالية نزولا فتضم مقرا للقيادة والاتصالات، ورجح الضابط أن تحتوي الطوابق الثلاثة المتبقية على نشاط نووي بشكل ما.
ووفق القيادي العسكري فإن عالم الذرة الباكستاني الشهير عبد القدير خان زار الطوابق المذكورة عام 1998، بعد أن حضر إلى دمشق للمشاركة ظاهريا بأسبوع العلم الذي تقيمه وزارة التعليم العالي.
وأشار إلى أن للمخبأ المذكور أبوابا كثيرة، أحدها في مبنى قيادة القوة الجوية، وآخر في الزاوية الشرقية لحديقة فندق مريديان، ورجح أن يكون المخبأ متصلا بالقصر الجمهوري بمنطقة أبو رمانة، ولم يستبعد أن يكون متصلا بنفق طويل مع مطار المزة العسكري.
وأضاف للجزيرة نت “دخلت الموقع عدة مرات بمهمات عسكرية باختصاصي العسكري، وتجولت مع ضباط كبار فيه، وفوجئنا ذات مرة بدخول بشار الأسد بسيارته من باب واسع في الطابق السادس تحت الأرض”.
الثاني: يقع في مقر اللواء 105 على السفح الغربي لجبل قاسيون، ووفق القيادي فإن لهذا الموقع بابا واحدا يعرفه يقع في مرآب للدبابات.
ويشير إلى أن هذا الموقع يمتد عميقا تحت جبل قاسيون، وكان لافتا إشارته إلى اختفاء دكتور في اختصاص الجيولوجيا بجامعة دمشق حذر في بحث علمي له من وجود مغاور كبيرة تحت الجبل تهدد بانهياره عند أدنى هزة أرضية، ورجح أن يكون اختفاء الجيولوجي مرتبطا بإفشائه هذه المعلومة.
وأكد القيادي بالحرس الجمهوري أن دخول هذا المخبأ مقتصر على فئة قليلة من المسؤولين وكبار الضباط، ورجح أن يكون أكبر مخزن للسلاح الكيميائي، ولم يستبعد وجود أنشطة أخرى محرمة دوليا فيه.
الثالث: وهو مخبأ يقع عند أول منعطف كبير على أوتوستراد دمشق حلب الدولي في منطقة الثنايا بعد مساكن عدرا على الجهة اليسرى مقابل مخفر لشرطة الطرق العامة.
ويعتقد الضابط أنه يمتد عميقا تحت الجبل، ولفت إلى أن النظام أوقف كل مقالع الحجارة في التل المجاور للموقع عندما حفر هذا المخبأ في تسعينيات القرن الماضي، رغم أن ملكية المقالع تعود لرامي مخلوف صهر بشار الأسد.
الرابع: وهو مخبأ للسلاح الكيميائي يقع على الأوتوستراد ذاته على يمين المنعطف الأول بعد منطقة القطيفة، حيث يوجد بستان صغير مشجر، يقوم في وسطه منزل يتم الدخول منه للموقع.
وقال القيادي بالحرس الجمهوري “قد يكون هذا الموقع هو الأقدم، حيث تم حفره في باطن الجبل في ذات الفترة التي تم فيها شق أوتوستراد دمشق حلب في ثمانينيات القرن الماضي.
الخامس: وهو موقع شديد السرية في مقر الوحدات الخاصة في القابون بدمشق، ورجح القيادي العسكري أن يكون قد تم إخلاء هذا المقر مع اندلاع الثورة على النظام في مارس/آذار 2011 واندلاع الاشتباكات في القابون خشية سيطرة الثوار عليه.
وأشار إلى أن للمخابئ أبوابا عديدة لا يعرفها إلا القيادات العليا والضباط الذين يدخلون إليها.
الجزيرة نت – وطن اف ام