لم يكن “أحمد عمر حساني” ابن ريف حلب الشمالي، يعلمُ أنّ ذهابهُ اليوم للمعارك التي اعتاد خوضها، سيلغي موعد زفافه المقرر بعد أيام، برعايةٍ من رفاقهُ وأقاربه. فقد توفيَ والدُ أحمد واخوتهُ الثلاثة قبل بضعة أشهر بعد تعرض منزلهم في قرية “جبرين” بريف حلب الشمالي للقصف.
ثبتَ أحمد البالغ من العمر 25 عاماً، مع مجموعة من رفاقه أثناء تصديهم، صباح اليوم، لتسلل الميليشيات الشيعية التي جلبها نظام الأسد لاحتلال حلب “ثبات الفرسان”، بحسب ماكتبَ أحد شهود العيان على صفحته في موقع التواصل.
يقولُ الشاهد على المعركة التي جرت اليوم بريف حلب الشمالي: “ثبتَ أحمد مع كوكبة من رفاقه المجاهدين بالتصدي لتسلل قوات النظام والنصيرية إلى بلدة حردتنين، ولم يتزحزحوا من مواقعهم أبداً لاسيما بعدما سمعوه عن المجازر بحق النساء والاطفال التي ارتكبتها تلك الميليشيات”.
ويتابع الشاهد:” أصيب أحمد بعدة طلقات نارية خلال المعركة، وبقي ينزف لساعات طويلة من دمائه الطاهرة ساقيا بها تربة الوطن، ولم يستطع أصحابه أن يسحبوه، واستمراو في مرابطتهم، وقاتلوا قتال الأبطال حتى استشهدوا جميعا”.
حين وصلت المؤازرات، كان قد لفظ الشهيد ورفاقهُ أنفاسهم الأخيرة، و لم يُسحبوا من أرض المعركة، إلا بعد أن تمكنت المؤازرات من استعادة السيطرة على المنطقة بالكامل”.
قسم الأخبار – وطن اف ام