أكد مصدر لبناني من منطقة عرسال ظهر اليوم الجمعة، أنّ القصف قد توقف من جانب ميليشيا حزب الله”، موضحاً أنّ “مواقع المسلحين ما زالت في نطاقها وأنّ حزب الله قد تراجع”.
يأتي ذلك بعد إعلان ميليشيا “حزب الله” أمس بدء العملية العسكرية في عرسال ومنطقة القلمون الغربي ضد جماعات مسلحة أبرزها “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “داعش”.
ولفت الشيخ مصطفى الحجيري في تصريح لموقع “جنوبية” اللبناني، أنه” فيما يتعلق بالمعلومات الواردة حول سقوط عناصر من ميليشيا حزب الله في المعركة، إلى أنّ هذه المعلومات صحيحة ” مؤكداً أن الصفحات التابعة للحزب قد أشارت إلى 3 عناصر قد سقطوا إلا أنّ العدد أكبر، كذلك فإنّ تنظيم داعش قد أوقع عدد من عناصر الحزب في كمين نصبه له على طريق الزمراني في جرود قارة بالقلمون الغربي”.
والحجيري هو إمام لمسجد دار السلام في عرسال و معروف بتأييده للثورة السورية ومساعدته اللاجئين في عرسال.
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني لبناني لوكالة “رويترز” إن لاجئين سوريين فروا اليوم من مخيمات في منطقة على الحدود السورية اللبنانية، بسبب العملية العسكرية لميليشيا “حزب الله” وقوات الأسد، مضيفاً أن “الجيش اللبناني يسهل عبور السوريين الفارين من المعارك”.
وذكر المصدر أن “عدد اللاجئين الذين فروا من المخيمات في منطقة جرود عرسال لم يتضح”، مشيراً أن “الجيش يسهل مرور النازحين بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة”.
في هذا السياق، أكد منظمة “العفو الدولية” أنّ آلاف الأشخاص معرضون للخطر في عملية عرسال، مشيرةً إلى أنّ مطلوب هو أولوية قصوى لحماية السكّان واللاجئين.
وأعادت المنظمة نشر بيان كانت قد أشارت فيه إلى أنّ “ينبغي أن يولي الجيش اللبناني والجهات الأخرى المشاركة في القتال في عرسال الأولوية القصوى لحماية السكّان اللبنانيين كما اللاجئين السوريين في المنطقة”.
وذكرت مصادر من “حزب الله” في وقت سابق لصحيفة “النهار” أنه “لا وقت محدد للعملية، وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقاً لمراحل تم التخطيط لها”، موضحاً أنّ الهجوم انطلق من محورين باتجاهات متعددة لكل محور، الأول من بلدة فليطة السورية باتجاه مواقع في جردها في القلمون الغربي، والثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرد عرسال (المسيطر عليه منذ العام 2015) باتجاه مرتفعات قال إنها تقع تحت سيطرة “جبهة النصرة” شمال وشرق جرد عرسال.
ويواصل “حزب الله” منذ ساعات مساء أمس قصفه جرود عرسال الحدودية مع فليطا السورية، وتزامن ذلك مع قصف جوي من طائرات الأسد.
وكان رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قد أعلن الثلاثاء الماضي، أن الجيش اللبناني سيقوم بعملية وصفها بـ”المدروسة” في جرود عرسال على الحدود مع سوريا، مؤكداً على أن الحكومة تعطيه “الحرية”، وذلك بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين لبنانيين بضرورة إخراج اللاجئين السوريين.
ورداً على أنباء بشأن تنسيق الجيش اللبناني مع نظام الأسد بشأن تلك العملية الأمنية المرتقبة، قال الحريري بحزم: “لا تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري (…) لا غرفة مشتركة بين الجيش اللبناني وجيش الأسد”.
يشار إلى أن بلدة عرسال اللبنانية تضم عدداً من المخيمات التي يقطنها لاجئون سوريون، نزحوا إلى لبنان بعيد سيطرة قوات الأسد وعناصر من ميليشيا “حزب الله” على منطقة القلمون الغربي، وعادة ما تشهد هذه المخيمات اقتحامات من قبل الجيش اللبناني و”حزب الله”، تسفر عن اعتقال الشباب السوريين بحجة البحث عن “إرهابين” ومطلوبين.
وطن اف ام / مواقع