يمر عيد الأم في سوريا وآلاف الأمهات في سوريا يعشن معاناة طالت كثيرا في ظل حاجتهن لمعيل نظرا لفقدانهن أبنائهن أو أزواجهن قتلا أو اعتقالا أو تهجيرا.
وفي جنوب دمشق -على سبيل المثال- تعيش الأمهات السوريات والفلسطينيات متاعب مضاعفة في ظل صعوبة الحياة نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المنطقة منذ نحو عامين.
فأم علي السيدة الستينية -التي لا تجد من يعينها على قضاء أمورها المنزلية- انتقلت منذ مجزرة حماة الشهيرة عام 1982 إلى حي الحجر الأسود المحاصر جنوب دمشق، وقد اعتادت الخروج من منزلها وتسير في شوارع الحي وتملأ عبوات بلاستيكية بالمياه من بئر، وهي أم لخمسة أبناء، ثلاثة منهم معتقلون والرابع هاجر خارج البلاد والخامس لا تعرف شيئا عنه.
ويمر عيد الأم على السوريات وهن بين أسيرة أو ضحية أو مهاجرة أو أم لكل ما سبق، ومنهن من تقف الحواجز حائلا بينها وبين أبنائها كحال السيدة الفلسطينية أم محمد التي فرق حصار مخيم اليرموك بينها وبين أولادها، فلا هي تستطيع الخروج إليهم ولا هم يستطيعون الدخول إليها.
في أحلك الظروف تستمر الأمهات السوريات في رعاية أبنائهن كحال أم حسان التي تعيل ابنتها المعاقة بعد أن اعتقل ابنها.
الخاسر الأكبر
في هذه الحرب، وعلى وقع السياسة والرصاص لا خاسر أكبر من الأمهات السوريات أيا كان الطرف الذي يقفن معه، هن فقط من يدفعن الفاتورة كاملة من دماء ودموع وحسرات.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قدرت في بيان لها السبت عدد الضحايا من الأمهات بـ5280 أما، إضافة إلى ما لا يقل عن 68 ألف أم تحولت إلى أرملة، بسبب مقتل أو فقدان زوجها، وأضافت أنه قتل في سوريا ما لا يقل عن 18 ألفا و572 طفلا.
كما تشير الأرقام إلى أنه لا تزال هناك قرابة 180 أما داخل مراكز الاحتجاز يتعرضن للتعذيب والاعتداء، وقد سجلت الشبكة منذ مارس/آذار 2011 وحتى 21 مارس/آذار 2015 ما لا يقل عن 11 حالة ولادة داخل مراكز الاحتجاز الحكومية.
الجزيرة – وطن اف ام