لم تكن صورة الطفلة بسمة الحريري ذات ستة أعوام، وملامح التعذيب بارزة على وجهها البريء عادية، فقد شوّه جنود نظام بشار الأسد وجهها إثر تعذيبهم لها بعد أن ضاعت عن أهلها أثناء نزوحهم من بصر الحرير، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصورة بسمة وسط جدال على صحة الخبر الذي أكد صحته النشاط الإعلامي حمزة الحريري، وهو من أبناء مدينة بصر الحرير ومن المقربين من أهل الفتاة.
وقال الحريري أن بسمة تم فقدانها عند نزوح أهلها من بلدة بصر الحرير صبيحة اقتحام قوات النظام للبلدة، وسيطرتهم المؤقتة على أجزاء منها، ليجدوها بعد ساعات من استعادة الجيش الحر السيطرة على بصر الحرير ومحيطها، حيث كانت عند أحد البدو في اللجاة، والذي وجدها وأمنها عنده إلى أن تعرف على أهلها وأعادها لهم، وكانت ملامح التعذيب تعلو وجــهها وجسدها النحيل.
وأشار إلى الآن الحالة الجسدية للطفلة جيدة نوعا ما، لكن الحالة النفسية السيئة بعد تعرضها للضرب والإهانة على يد قوات النظام لن تكون سهلة النسيان، كما هي الكدمات التي من الممكن أن تزول بعد أيام أو أسابيع.
بدوره قال عضو الهيئة السورية للإعلام عمار الزايد أن قيام عناصر النظام بتعذيب طفلة صغيرة لا يدل إلا على مدى الخســــارة الكبــيرة التي مني بها في بصر الحرير، ومدى الإجرام الذي وصل إليه النظام، ومحاولة عناصره المرضى شفاء غليلهم من طفلة صغيرة.
ولفت إلى أن الحادثة تعود بالأذهان إلى قيام النظام في شباط/ فبراير 2011 باعتقال أطفال مدرسة الأربعين في درعا، وتعذيبهم وقلع أظافرهم، وهم الذين كانوا سبباً في انطلاق الثورة في درعا البلد، مؤكدا أن سياسية النظام بقتل الأطفال والنساء دون أن يميز بين أحد، سياسة قديمة جديدة وينفذها فقط لتعطشه للدماء.
وأشار الزايد إلى أن هنالك أطفال يقبعون في سجون النظام السوري وقد انتشرت صورهم بين الجثث المسربة بصور المعتقلين، وليست هذه القصة الوحيدة بين آلاف قصص الإجرام والتعذيب في سوريا.
المصدر : القدس العربي