يتحدث محمد، وهو أحد سكان ضواحي طرطوس، وأحد النشطاء عن ماهية هذه الحواجز ودورها، وكيف بات أهالي طرطوس ينظرون إليها، يقول: أولى الحواجز التي نصبها نظام الأسد كانت في المناطق الموالية له وذلك في مفــارقة غريــــبة، حيث كانت آلة الضخ الإعلامية لديه تعــمل على توجيه الرأي العام نحو فرضية المندســـين والذين وفق رواياته قد تسللوا إلى التظاهرات ليقـــوموا بأعمال تضر بالنظـــام، وأيضا إلى المناطق التي تعود لطائفــــته لخلق المشاكل هناك، ومن هنا بدأت لعبته الطائفية التي ربما نجح بها إلى حد كبير.
يتابع محمد ليتحدث عن دور هذه الحواجز قائلا: تحولت هذه الحواجز من مطلب شعبي وظاهرة قد تشعر المخدوعين بالأمان، إلى عبء لا يطاق على الجميع، فراحت مظاهر الاحتفاء بهم والترحيب والتعاون الكبير معهم تختفي، ليحل محلها موقف الحياد منها، والتعامل معها على أنها أحد أشكال الروتين الذي مازال نظام الأسد يصر عليه في أكثر مناطقه أمنا، وراحت هذه الحواجز تخفف شيئا فشيئا من التفتيش والتدقيق الذي كان يجعل أمر التنقل شاقا على الجميع، إلى أن أصبحت مجرد ظواهر من شأنها فقط التدليل على سيطرة النظام على هذه المنطقة.
ويجيب عن سبب التطورات على طريقة عمل الحواجز في الفترة الأخيرة فيقول: ما حدث الأسبوع الماضي كان مفاجئا حيث بدأت تلك الحواجز بالتفتيش الدقيق على البطاقات الشخصية، وعلى حمولة السيارات ضمن إشاعات يبثها النظام عن علمه بنشاط خلايا لتنظيم الدولة في الساحل السوري، وإشاعات أخرى تفضي بأن نظام الأسد قد ألقى القبض على إحدى تلك الخلايا في بانياس، وإلى حد كبير استطاع أهالي الساحل كظم غيظهم من دجل النظام الذي بات معروفا لديهم، إلى أن طفح الكيل بأحدهم على حاجز طرطوس الرئيسي وراح يصرخ بالسيارات التي تتجمع أمامه: اذهبوا وادخلوا إلى المدينة ولا تردوا على هؤلاء الحثالة، إنهم كالتنظيم لا يريدوننا أن نعيش، وسط ذهول الجميع من جرأة هذا الرجل البسيط ودهشتهم، راحت السيارات تضج بمزاميرها طيلة خمس دقائق مما جعل الضابط الذي يشرف على الحاجز وهو ضابط من الأمن العسكري، يشعر بأن الأمر سيتطور سريعا مما دفعه لتسيير السيارات بشكل سريع ودون تفتيش أو حتى تفقد الهويات، ما أدى إلى عودة الحاجز إلى وضعه الطبيعي مجرد كليشة تؤكد بقاء النظام.
ويضيف محمد لم يأخذ الشبان المطلوبين للاحتياط، ولم نشهد أية اعتقالات، كل ما في الأمر أن النظام كان يحاول خلق مشكلة وبلبلة في الساحل لتخويف الناس من تنيظم الدولة، الأمر الذي بات واضحا عند الجميع، وربما بات تهديده للأهالي بتنظيم الدولة علنيا أيضا وقد يظهر بمظاهر أكثر وضوحا في القادم من الأيام.
المصدر : القدس العربي