ربط القيادي في الكتلة الوطنية التركمانية السورية، أحمد جقل، المشاورات التي تجري في جنيف بطلب من نظام الأسد، مبديا استغرابه من عدم دعوة أي تشكيل تركماني للمشاورات، رغم الدور الكبير لهم في الثورة السورية منذ آذار/مارس 2011.
وأكد جقل في تصريحات لوالة الاناضول ،اليوم الخميس ،أنه “لم يدعَ أي طرف تركماني من قبل المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، لحضور المشاورات، لا على مستوى الهيئات ولا على مستوى الأفراد، وهو ما أثار استغرابهم من جدية هذه المشاورات وأهميتها”.
واعتبر جقل أن “الهدف من هذه المشاورات هو إنقاذ النظام، وجاءت بطلب منه، ونظرا لمواقف النظام من تركيا الداعمة للحراك في سوريا، فإن التركمان استُبعدوا من المشاورات، وحُمّلوا مسؤولية ما حدث في البلاد، لما لدورهم الكبير في مختلف المحافظات التي يتواجدون فيها”.
من ناحية أخرى، ذهب جقل إلى أن “هذه المشاورات لن تخرج بشيء ملموس، وذلك لأن الهدف منها هو تفريق المعارضة، وإبراز النظام، حيث دعا ديمستورا 40 جهة وكيانا مختلفا من المعارضة للحوار، مقابل وفد واحد للنظام، وهذا يعني أن المعارضة تعتبر معارضات عديدة”.
وشدد على أن “ديمستورا لو طلب من المعارضة تشكيل وفد موحد قوي في وجه النظام؛ لكان الأمر أكثر جدية، ويظهر حرصا منه على إيجاد حل سلمي للأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من 4 سنوات”.
كذلك أعرب جقل عن “خشيته من أن تفضي نتائج المشاورات في جنيف، إلى تقديم رؤية مختلفة لبيان جنيف1، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات، والخروج بنتيجة تجعل للأسد دورا في هذه المرحلة، وترتيب الأولويات بشكل مختلف، حيث أن نص البيان واضح وأجمع عليه المجتمع الدولي، وليس بحاجة إلى تأويل”.
وفي نفس الإطار، جدد جقل “تأكيده على أن التركمان جزء أصيل من الشعب السوري، وشارك في الثورة ضد النظام منذ البداية، ومطالبه تتلخص في وحدة التراب السوري، والحصول على الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية، والاعتراف به كمكون أساسي في سوريا المستقبل، حيث يبلغ عدد التركمان نحو 3.5 مليون مواطن”، على حد تعبيره.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد قال الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحفي: “إن مشاورات جنيف تضم 40 طرفا من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلا عن وفد النظام، و20 لاعبا دوليا من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار”.
وتقدر أعداد التركمان في سوريا بنحو 3 ملايين، بحسب أحزاب سياسية تركمانية، ينتشرون في أغلب المحافظات السورية، فيما تعد منطقة باير بوجاق في اللاذقية، من أوائل مناطق التركمان التي ثارت بوجه النظام، وخضعت لسيطرة المعارضة، منذ صيف 2012.
الاناضول