أبدت مجلة ذي إيكونومست البريطانية اهتماما بالأزمة السورية المتفاقمة، وأشارت إلى أن نظام بشار الأسد أضعف من أي وقت مضى، وأن المعارضة تنظم صفوفها وتحقق نجاحات على الأرض.
وأشارت إيكونومست إلى أن الأسد تسبب بسفك الكثير من الدماء، وأن الحرب اندلعت في أعقاب رده العنيف على الاحتجاجات السلمية التي انطلقت في 2011، وأن النظام السوري تسبب في مقتل أكثر من مائتي ألف إنسان وتشريد نصف سكان البلاد البالغ عددهم 24 مليون نسمة.
وأضافت أن هناك دلائل تشير إلى تعثر النظام ، وأن التوازن الذي استمر على مدار السنة الماضية قد بدأ الآن بالاختلال لصالح المعارضة، وذلك لأن داعمي النظام -ممثلين بإيران وحزب الله وروسيا- لم تعد لهم اليد العليا.
وأوضحت إيكونومست أن الأسد فقد الشهر الماضي مدينتي إدلب وجسر الشغور ومدينتين أخريين في شمال غرب البلاد لصالح المعارضة، وأن انتحاريا تمكن من الوصول إلى قلب دمشق وتفجير نفسه بالرغم من خضوع العاصمة لرقابة مشددة، وأن مدينة اللاذقية الساحلية ومسقط رأس عائلة الأسد أصبحت الآن في مرمى قذاف هاون الثوار.
وأضافت أن النظام يعاني نقصا في الرجال، وذلك على الرغم من استخدامه لمليشيات أجنبية، وأن قوات إيرانية وأخرى تعود لحزب الله انسحبت من بعض المناطق في جنوب البلاد، وذلك من أجل تكثيف الحماية على دمشق وعلى الحدود مع لبنان، حيث تشن جبهة النصرة وجيش الفتح هجمات عنيفة.
وأشارت إلى أن قوات النظام يتذمرون إزاء استخدامهم وقودا للمعارك، وأن خلافات تجري في أوساط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وأضافت إيكونومست أن الثوار أصبحوا أكثر تنظيما، وأن عدة جماعات -منها جبهة النصرة- اندمجت في جيش واحد هو “جيش الفتح” الذي تمكن من السيطرة على إدلب، وأن الفرصة مواتية لسيطرة المعارضة على مدينة حلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة تتلقى الآن دعما خارجيا أكثر من أي وقت مضى، وأن النظام يواجه مشاكل اقتصادية تؤثر عليه وعلى حلفائه، وذلك في أعقاب انخفاض سعر النفط الذي ترك أثره على حليفتيه إيران وروسيا.
وأشارت إلى أن الحل العسكري ليس هو الحل في سوريا، وأنه لا يمكن لطرف التغلب على الآخر، ولكن لا فرصة للسلام تلوح في الأفق في هذا الوقت.
المصدر : إيكونوميست