قررت الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض، في اجتماعاتها ليلة أمس، عدم المشاركة في اجتماعات جنيف التشاورية حول الأزمة السورية، التي دعا إليها المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وتوجيه رسالتين خطيتين، الأولى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والثانية للمبعوث الدولي. وكلفت هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف بحمل الرسالتين.
وكانت نقاشات اليوم الثاني لاجتماعات الهيئة العامة للائتلاف السوري المعارض، التي عقدت في اسطنبول، البارحة، قد ركزت على موضوع مشاورات جنيف ومؤتمر القاهرة الثاني المزمع عقده الأسبوع المقبل، وقد صوت غالبية الحاضرين ضد المشاركة في مؤتمر القاهرة ومشاورات جنيف.
و أفاد يحيى مكتبي، الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، أن أسباب عدم المشاركة في اجتماعات جنيف، تتمحور حول “انحياز دي ميستورا، وأكثرية فريقه، للنظام السوري، وأنه دعا الائتلاف من بين أربعين وفد، وأنه عامل الائتلاف كأي جسم معارض آخر، ولا يعترف بشرعيته”.
وأشار إلى أن الرسالتين الموجهتين لبان كي مون ودي ميستورا، “تتضمان من جهة التركيز على استمرار التعاون واللقاءات مع الأمم المتحدة حول الوضع في سوريا وسبل الوصول إلى حل سياسي، يلبي طموحات الشعب السوري، ومن جهة ثانية تشرح أسباب وحيثيات عدم المشاركة في مشاورات جنيف، وتمّ توجيه دعوة إلى دي ميستورا من خلالهما إلى الاجتماع مع الائتلاف في شهر حزيران / يونيو المقبل، والتباحث حول مخرجات الحل في سوريا”.
من جهته، أوضح أحمد عوض، عضو الائتلاف السوري، أن قرار المقاطعة، جاء بعد نقاشات مستفيضة، تناولت طريقة الدعوة للائتلاف، وعدم القبول بمشاركة إيران باعتبارها طرفاً، بل ومحتلاً لسوريا، وحاز قرار المقاطعة على تأييد غالبية الأصوات في الهيئة العامة، نظراً “لاقتناع الغالبية بعدم جدوى مشاورات دي ميستورا، التي لن يقدم خلالها أي جديد، بل يبدو أن الهدف منها هو تشتيت المعارضة، وتعويم بشار الأسد، في وقت يعاني فيه النظام من عزلة دولية، ويتلقى هزائم عسكرية على الأرض”.
وفي سياق متصل يعقد رئيس الائتلاف، خالد خوجة، مؤتمراً صحفيا مشتركا، اليوم الاثنين في اسطنبول، مع رئيس تيار بناء الدولة، لؤي حسين، الذي كان غادر سوريا سراً قبل أكثر من أسبوعين، وذلك “بعدما تحول النظام إلى ميليشيا” حسب وصفه، في حين أنه كان يعتبر من المعارضة الداخلية التي كانت تنتقد الائتلاف وسائر قوى المعارضة الخارجية، وتعتبر انها تريد التدخل الاجنبي.
وكانت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري في دورتها الـ21، قد بدأت السبت الماضي، وعلى رأس جدول أعمالها دراسة الوضع الميداني والعسكري، وانتصارات الثوار على قوات نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي.
إضافة إلى بحث تقارير الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية واللجان، بالإضافة إلى الزيارة التي قام بها رئيس الائتلاف خالد خوجة إلى الولايات المتحدة الأميركية. وكان من المفترض أن تنتهي البارحة، إلا أنه جرى تمديدها يوماً إضافياً، نظراً لوجود نقاط أخرى على جدول الأعمال لم يتم النظر فيها.
الأناضول _ وطن اف ام
