كشفت صحيفة تركية، أن الولايات المتحدة ستبدأ بفتح جبهة ضد القوات التركية في ادلب، بعد أن أرسلت الشهر الماضي 800 شاحنة أسلحة لدعم ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
واعتبرت صحيفة “يني شفق” التركية، في تقرير لها قامت إذاعة “وطن اف ام“، بترجمته، أن البنتاغون سيتخذ من تواجد محاربي القاعدة في ادلب، التي تشكل الملاذ الأخير للمعارضة السورية، حجة ليضرب من خلالها القوات التركية والجيش السوري الحر المتبقي في المناطق المحررة.
ولفتت الصحيفة التركية، إلى أنه بعد إفشال عملية “درع الفرات” للخطة الأمريكية التي كانت تسعى لإنشاء ممر للأكراد على طول الحدود السورية، ما جعل أمريكا الآن تسعى لقلب المنطقة رأساً على عقب، إضافة إلى محاولتها ابتزاز تركيا بما لا يصب في مصالحها.
وبحسب الصحيفة فقد أعلن مبعوث الرئيس الأميركي الخاص الى سوريا، “بريت ماكجورك”، أن “ادلب أكبر تجمع سكني تحتله القاعدة منذ احداث 11 سيبتمبر”، لافتاً الى أن موعد معركة ادلب التي ستشن ضد القوات التركية التي تتغاضى عن القاعدة قد “اقترب”، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة يدل على أن البنتاغون قد أعلن عن اللعبة الجديدة التي ستقام في ادلب والتي تعتمد على مبدأ “أظهر أين داعش ووطِن في مكانهم ب ي د”.
وأكدت يني شفق، أن واشنطن تسعى لأن تصبح هي صاحبة القرار في ادلب التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، بعد أن خسرت صناعة المبادرة في ادلب امام روسيا وتركيا، فانتقلت الى استخدام حملتها الاحتلالية من خلال اختيارها تنظيم القاعدة كذريعة جديدة لها للقيام بذلك من بعد ما تم انهاء تنظيم الدولة.
وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة تعلن عن رفضها للاشتباك الحاصل بين هيئة تحرير الشام واحرار الشام الذين يتمركزون في ادلب من جهة، وتستعد من جهة أخرى لشن حملة احتلالية في المنطقة بذريعة وجود عصابة جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة.
ورأت يني شفق في مقالها، أن تدفق متشددي القاعدة الموجودين خارج ادلب الى محافظة ادلب، جاب بعد أن أعلنت كل من تركيا وروسيا عن إنشاء منطقة تخفيف التصعيد في ادلب، أي أن تدفق متششدي القاعدة جاء عن طريق دعم الولايات المتحدة، التي ستستخدم هذا التدفق كذريعة لشن قوات سوريا الديمقرااطية “حملتهم الاحتلالية الجديدة”، اضافة الى سعي امريكا لنقل كافة الفصائل المعارضة الطائشة وعديمة الفائدة الى تلك البقعة، لتتمكن من تنفيذ مخططها الجديد.
وأشارت الصحيفة الى ان اشنطن تحاول الآن جمع الخيوط في يديها من جديد عن طريق حملة ادلب، بعد ان خسرت المبادرة في الملف السوري امام موسكو وانقرة من بعد عملية الاستانا.
لذا فقد صرح المبعوث الرئاسي الخاص لترامب الى سوريا ” أن المنطقة المحاذية للحدود التركية هي مأوى لعناصر تنظيم القاعدة، لافتاً الى ان واشنطن سوف تتحدث مع أنقرة حيال هذا الموضوع .
وأضاف مبعوث ترامب “كما أغلقنا الحدود أمام مناطق تنظيم الدولة ولم نسمح لأحد أن يمر منها كذلك نفكر في أن نفعل نفس الشيء في ادلب”، في اشارة منه أن الخطة التي كانت قد وضعت من أجل انشاء الممر الكردي لمحاربة تنظيم الدولة، ستتبع ذاتها الآن ضد تنظيمم القاعدة لكن في ادلب هذه المرة.
وطن اف ام