قضت محكمة بمدينة بوتسدام الألمانية بالسجن 9 أعوام على رجل سوري، بتهمة محاولة قتل زوجته التي كانت تعيش منفصلة عنه، وإلحاق أذى بدني جسيم بها.
وكان “يحيى أ” (48 عاماً) قد حاول قتلها في الشارع بسكين شهر يناير/كانون الثاني 2017، بطعنها في صدرها أولاً ثم محاولة نحرها من حلقها، بسبب عدم تقبله قرار زوجته الأردنية الجنسية “سناء أ.” الطلاق.
وفيما كان القاضي يوضح أسباب إصدار هذا الحكم بحقه، كان يخفي المدان الملتحي وجهه بيديه، وفقاً لصحيفة “بيلد”.
الدافع
وبين القاضي تيودور هورسكوتر أن دافع يحيى لارتكاب الجريمة لم يكن شعوره باليأس، بل كان غضبه حيال زوجته “التي كان ينظر إليها على أنها واحدة من ممتلكاته يفعل بها ما يحلو له”.
وأضاف أنه “كان يخشى أن تلتفت إلى رجل آخر بعد الانفصال عنه، وقال مراراً إنه لن يتسامح مع ذلك وسيقتلها، وأراد أن يقتص منها بنفسه”، لافتاً إلى أن هيئة المحكمة ليس لديها شك بأن “دوافع دنيئة دفعته لأن يرغب بقتلها، وأن ما فعله لا يجوز في هذه البلد”.
وافترضت المحكمة أن الرجل كان ينوي قتلها، فقالت إنه كان من الواضح بالنسبة له بأن الطعن في منطقة القلب قد يؤدي إلى الإصابة بجراح مميتة، وبالمثل فإن الطعن في منطقة العنق، قد يؤدي إلى الموت حتماً، على ما نقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية.
وبينت أن سناء، التي قيل إنها تزوجت قسراً من الرجل عندما كان عمرها 14 عاماً، كانت تعاني منذ وقت طويل من معاملته المهينة لها، فكان يضربها وأطفالها ويشرب الكثير من الكحول.
تخفيف
وعن زعمه خلال المحاكمة بأنه لا يتذكر الجريمة، قال القاضي إنها ليس جديرة بالتصديق، وكان عليه تذكر بعض الأحداث.
وذكر القاضي أن ما خفف من العقوبة المفروضة عليه أن الأمر توقف عند محاولة القتل، حيث ظن أنها ميتة فتركها، وأن المدان ليس من أصحاب السوابق، وأنه سلم نفسه للشرطة بعد أن فر في البداية.
وبين أنه كان وقت حدوث الجريمة في وضع شخصي صعب بعد انفصاله عن زوجته. ولم تجد المحكمة بحسب تقرير خبير نفسي أن المدان يعاني من مرض نفسي يجعله غير خاضع للمسؤولية الجنائية.
تشديد
أما ما ساهم في أن يكون الحكم 9 سنوات، فكان بحسب القاضي، تركه ندبة على وجه زوجته سترافقها طوال حياتها، وأنه كان يعلم بأن 3 أطفال كانوا ليعيشوا دون والدين، لو نجح في قتل الزوجة ودخل هو إلى السجن.
وقالت الزوجة إن يحيى كان يهددها منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2016 بأنه سيقتلها بيديه، لأنه لم يستطيع تحمل رغبتها في تركها له.
وأضافت خلال المحاكمة أنها “رأت الموت في عينيه”، مشيرة إلى أنه لولا تدخل المارة لما نجت، قائلة: “لو لم يتدخل الألمان لكنت ميتة”.
ونشرت صحيفة “بيلد” أن سناء تخفي تحت حجابها الآن ندبة جرح من 8 سنتيمترات، والموجودة على عنقها، تمتد من أذنها اليسرى حتى ذقنها؛ ندبة جرحٍ تمت خياطته بـ14 غرزة.
قضايا أخرى
ومن المنتظر أن يُحاكم الرجل أيضاً على التحرش بابنته لاحقاً بعد استكمال التحقيقات، حيث قالت الأم في المحكمة: “تحرش بابنتي جنسياً، رأيت ذلك بعيني”.
وأضافت بعد إصدار الحكم الأول عليه: “المهم هو أنه سيمثل أيضاً بسبب التحرش الجنسي أمام المحكمة”.
وكانت سناء قد أوضحت سبب رغبتها في الانفصال عنه، بأنها فعلت ذلك لـ”حماية نفسها وأطفالها منه”.
وبإمكان المدان تقديم استئناف خلال أسبوع من يوم إصدار الحكم.
وطن اف ام / وكالات