بعد أن رفعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي القوائم السوداء التي تضم بشار الأسد والمقربين منه، يكشف تقرير للأمم المتحدة قيامها بدفع ما لا يقل عن 18 مليون دولار، العام الماضي، لشركات لها علاقات وثيقة ببشار الأسد، والبعض منها يديره مقربون من الأخير بالرغم من إدراجهم في القوائم السوداء.
ووفقاً للتقرير السنوي للأمم المتحدة المتعلق بالمشتريات لعام 2016، الذي نشر في شهر حزيران/ يونيو الماضي، منحت عقود للاتصالات السلكية واللاسلكية وشركات الأمن لمقربين من الأسد، بما في ذلك رامي مخلوف، ابن خال الأسد.
وكشف التقرير أن الأمم المتحدة دفعت مبلغ 9.5 مليون دولار لموظيفها لتسديد فاتورة فندق “الفصول الأربعة” في دمشق، الذي تشارك في ملكيته وزارة السياحة في سوريا، كما ذهبت بعض أموال الأمم المتحدة إلى مؤسسة خيرية أنشأتها “أسماء الأسد”.
ولدى الأمم المتحدة قائمة سوداء عالمية خاصة بها، وليست ملزمة بالجزاءات التي تفرضها الدول الأعضاء أو التكتلات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، لكن لا يزال توزيع الأموال لحلفاء الأسد يُشعل الانتقادات حول فشل الهيئة العالمية الكبير في سوريا، حيث قُتل ما لا يقل عن 400 ألف شخص خلال الأزمة الدائرة منذ أكثر من 6 سنوات.
ورد مسؤولو الأمم المتحدة على التقرير بأن “صعوبة العمل خارج رعاية الحكومات في بلدان مثل سوريا، والتأمين على حماية موظفيها”، وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة: “نحن نبحث عن مصادر محلية، وهناك العديد من الأماكن حيث الاقتصاد المحلي إما مملوك للدولة أو مصادر محدودة”.
ولفت دوجاريك الى أن نفقات الأمم المتحدة في فندق “الفصول الأربعة”، لأنه “المكان الوحيد في دمشق الذي يعتبر آمناً”.
وأنفقت الأمم المتحدة مبلغ 140 مليون دولار على السلع والخدمات في سوريا خلال العام الماضي، بحسب للتقرير.
وتقاضت شركة “سيرياتيل”، التي يمتلكها رامي مخلوف، 164 ألفاً و300 دولار من قبل 3 هيئات مختلفة في الأمم المتحدة، بما في ذلك شؤون اللاجئين ومنظمة إغاثة الطفولة “اليونيسيف”، وهيئة أخرى هي “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، بينما دفعت مبلغ 105 آلاف دولار إلى شركة “قاسيون” للأمن والتي يملكها مخلوف أيضا.
من جهته قال رينود لينديرس، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الحرب في كلية “كينغز” في لندن، إن “الأمم المتحدة تريد أن تكون أقرب ما يمكن إلى النظام من أجل إنجاز الأمور”، مبدياً حيرته “كيف تتجاهل الأمم المتحدة القائمة السوداء الأمريكية خاصة بالنظر إلى أن الولايات المتحدة هي الممول الرئيسي لها”.
وطن اف ام