تشتهر مدينة تدمر الأثرية على الصعيد العالمي بأعمدتها ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها، لكنها بالنسبة للكثير من السوريين تذكرهم بسجن كان اسمه يثير الرعب والهلع.
وتعد المواقع الأثرية في مدينة تدمر، المعروفة باسم “لؤلؤة الصحراء”، واحدة من 6 مواقع سورية أدرجتها منظمة يونسكو على لائحة التراث العالمي.
وظهر اسم تدمر للمرة الأولى على مخطوطة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، عندما كانت نقطة عبور للقوافل بين الخليج والبحر المتوسط وإحدى محطات طريق الحرير.
وفي العام 129، منح الإمبراطور الروماني أدريان تدمر وضع “المدينة الحرة”، وعرفت آنذاك باسمه “أدريانا بالميرا”، وفي هذه المرحلة بالتحديد، تم بناء أبرز معابد تدمر كمعبد بعل (بل) وساحة أغورا.
واستغلت تدمر الصعوبات التي واجهتها الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث لإعلان قيام مملكة تمكنت من هزم الفرس وباتت زنوبيا ملكتها.
واحتلت زنوبيا عام 270 بلاد الشام كلها، وجانبا من مصر، ووصلت إلى آسيا الصغرى، لكن الإمبراطور الروماني أورليان تمكن من استعادة السيطرة على تدمر، واقتيدت الملكة زنوبيا إلى روما، فيما انحسر نفوذ المدينة.
وقبل اندلاع الثورة السورية في 2011، شكلت تدمر وجهة سياحية بارزة، إذ كان يقصدها أكثر من 150 الف سائح سنويا لمشاهدة آثارها التي تضم أكثر من ألف عامود وتماثيل ومعابد ومقابر برجية مزخرفة، تعرض بعضها للنهب أخيرا، بالإضافة إلى قوس نصر وحمامات ومسرح وساحة كبرى.
إلا أن المدينة لدى السوريين معروفة بمعلم أخر هو سجنها، الذي شكل على مدى سنوات أهم معتقل للمعارضين السياسيين، وافتتح سجن تدمر عام 1966 كسجن مخصص للعسكريين تشرف عليه الشرطة العسكرية.
وشهد السجن أوائل الثمانينيات أحداث عنف راح ضحيتها مئات من السجناء،وتقول المصادر إن عملية قامت بها وحدات من الجيش السوري آنذاك، أدت إلى مقتل حوالي 1200 سجين سياسي.
كما تناولت العديد من الأعمال الروائية والشعرية والسردية هذا السجن، من أبرزها رواية “القوقعة” لمصطفى خليفة، بناء على سيرة ذاتية اعتمدت على أحداث ووقائع واقعية دامية، وكذلك كتب عن هذا السجن الشاعر المعروف فرج بيراقدر، الذي قضى فيه عدة سنوات بسبب اتهامات سياسية.
المصدر : وكالات