بلا تردد، وافق رب الأسرة تحسين حرارة، على اقتراح زوجته بتناول طعام الإفطار على شاطئ بحر مدينة غزة؛ بعيدا عن ركام منزلهم المدمر، وهربا من ارتفاع درجات الحرارة.
وتقطن عائلة حرارة، داخل خيمة صغيرة، تم نصبها على أنقاض منزل العائلة الذي دمره الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الاخيرة على غزة.
وبعيدا عن صور الدمار في حي الشجاعية الذي تسكنه العائلة، انهمكت زوجة حرارة في إعداد “السفرة” الرمضانية بسعادة بالغة؛ بينما بدا الرضا واضحًا على الأطفال الذين شكلوا حلقة لقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.
ويقول حرارة، في حديث مع مراسل وكالة الأناضول للأنباء:” خرجت مع عائلتي من الخيمة التي أقمتها أمام منزلي الذي دمر خلال الحرب، وتوجهنا لشاطئ البحر لتناول طعام الإفطار؛ هربا من الدمار وذكريات الحرب وارتفاع درجات الحرارة”.
ويضيف:” أطفالنا عاشوا حربا مريرة رمضان العام الماضي، ونريد أن نرفه عنهم كي ينسوا مآسي الحرب التي مرت على القطاع”.
وشنت إسرائيل في السابع من يوليو / تموز الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.
ورغم مرور قرابة عام على انتهاء الحرب، إلا عملية إعادة إعمار المنازل المدمرة لم تبدأ بعد، بسبب العراقيل التي تضعها إسرائيل في وجه إدخال مواد البناء.
وقضى أهالي قطاع غزة، نحو عشرين يوما، من شهر رمضان تحت القصف الإسرائيلي، ونيران الغارات، فيما قُتل العديد من الفلسطينيين وهم يتناولون وجبات الفطور والسحور.
وبالقرب من أفراد عائلة “حرارة”، كانت عائلة “السيقلي”، تجتمع في حلقة دائرية، تنتظر غياب قرص الشمس في أعماق البحر لتبدأ بتناول طعام الإفطار.
ويقول رب الأسرة محمود السيقلي:” أتينا لتناول طعام الإفطار على شاطئ البحر، هربًا من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء “.
ومنذ 8 سنوات يعاني سكان قطاع غزة، ( 1.9 مليون نسمة)، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.
ويضيف الأب لثلاثة أبناء لمراسل وكالة الأناضول:” نريد أن نستحضر على شاطئ البحر أجواء رمضان، التي غابت العام الماضي بفعل الحرب”.
وأردف:” نريد أن نعيش بسلام، نريد الحياة، بحر غزة جميل ولا يوجد قبلة غيرها نتوجه إليها للترفيه عن أطفالنا”.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006، ثم شددت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي.
الاناضول