مع دخول اليوم الرابع، على توقف شركة جمع النفايات الوحيدة في العاصمة اللبنانية عن عملها، بدأت اليوم الثلاثاء، مشاهد النفايات والقاذورات “تغزو” الشوارع الرئيسية والفرعية لبيروت.
وبحسب رصد مراسل “الاناضول”، فإن أكياس الفضلات المنزلية باتت مكدسة داخل وقرب حاويات جمع النفايات في شوارع العاصمة اللبنانية، والتي بدت أشبه بجبال صغيرة مغطاة بالكلس والأدوية المضادة للحشرات والقوارض وأخرى مخففة للروائح الكريهة.
مشاهد النفايات التي تُغرق شوارع بيروت، أثارت غضب المواطنين، الناقمين على المسؤولين الذين “فشلوا” بإيجاد حل بديل لمطمر منطقة الناعمة(جنوب بيروت)، والذي كانت تستخدمه “سوكلين”(شركة جمع النفايات الوحيدة في بيروت) لطمر النفايات المجمعة من بيروت، وأغلقه أهالي المنطقة، لأسباب صحية وبيئية، في 17 تموز/ يوليو الجاري، بعد أن كان في الخدمة على مدى حوالي 18 عامًا.
وقالت مصادر حكومية لـ”الأناضول”، فضّلت عدم ذكر اسمها، أن الحكومة اللبنانية ستبحث بشكل رئيسي مشكلة النفايات في العاصمة خلال جلستها يوم الخميس المقبل، مشيرة الى أنه في حال عدم إيجاد الحل والبديل لمطمر الناعمة فإن “الأمور تتجه نحو منحى خطير يهدد البيئة وصحة المواطن”.
وما يزيد خوف أهالي وسكان بيروت هو تزايد كميات النفايات حول الحاويات، في ظل عدم وجود أي مؤشرات على السعي لرفعها من الطرقات، الخالية من آليات شركة “سوكلين”(قطاع خاص متعاقدة مع الحكومة) إلا من عدد من موظفيها المكلفين برش المبيدات والمواد الكيماوية على النفايات، التي تقدر بنحو 500 طن يوميًا من بيروت وحدها.
أبو شفيق، مواطن لبناني يعمل في حدادة السيارات، اعتبر أن مشكلة النفايات اليوم “بسبب عدم وجود مسؤولين… ولا أحد منهم يسأل عن الشعب”، مضيفا “نحن نعاني من تكدس النفايات منذ 3 أيام، واليوم هو الرابع، ولا حل في الأفق حتى اللحظة!”.
وحذّر أبو شفيق في تصريح لـ”الأناضول” من “انتشار الأمراض ووباء الكوليرا، خاصة مع حلول فصل الصيف”.
من ناحيته، قال أبو إبراهيم أحد سكان بيروت لـ”الأناضول” أنه “يجب محاسبة المسؤولين، لأنهم لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة، ولا أحد منهم ينظر لهذا الشعب”، مضيفا “نحذرهم، نحن كشعب، من أنه سيأتي يوم ونرميهم في مزبلة التاريخ”.
ورأى أبو إبراهيم أن الحل يكمن في “تغيير كل الطقم السياسي في لبنان”.
وكان وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق قال في تصريح صحفي مؤخراً أن “معالجة النفايات تفرض تجاوباً وتعاوناً من المواطنين”، مشيرا إلى أنه “بالنسبة إلى بيروت، فالحل هو إنشاء محرقة أو محرقتين تولدان الكهرباء في الوقت ذاته”.
وأشار إلى أن بيروت الإدارية “تنتج حوالي 500 طن يوميا وترتفع الكمية مع ضاحيتيها إلى 1300 طن”.
المصدر : الأناضول