تحوّل الفن حاليًا، إلى بنك الحظ، ومصدر للمال والجاه والعز لنجوم الشاشة، الصغيرة والكبيرة، بل وأصبح الفنان اليوم مليونيرًا يحسب من صفوة المجتمع.
كان الفن قديماً، مهنة ترهق صاحبها ماديا، حيث كان الفنان يصرف ما في جيبه من الفن على الفن نفسه، كبار الفنانين أمضوا آخر أيامهم وهم يعانون الفقر، مثل اسماعيل ياسين ومريم فخر الدين التى باعت ممتلكاتها في مزاد علني حتى سعاد حسني قبل وفاتها لم يكن معها سوى 4 آلاف جنيه إسترليني للعلاج.
بينما اجور نجوم الدراما هذا العام، تصيب المتابعين بالذهول، حيث يتقاضى الزعيم عادل إمام 35 مليون على احدى أعماله وهو النجم الأعلى أجر، أما مصطفى شعبان حصل على 12 مليون جنيه نظير مشاركته في بطولة مسلسل “مولانا العاشق”.
فيما حصلت اللبنانية هيفاء وهبي على 20 مليون جنيه مقابل مسلسل “مريم”، وأجر غادة عبد الرازق عن “الكابوس” وصل إلى 18 مليون جنيه، وتقاضت دنيا سمير غانم 8 ملايين جنيه عن مسلسل “لهفة”.
بالمقارنة بين زمان والآن هناك فرق شاسع يكاد أمر لا يصدق، فمنذ بداية السينما في مصر عام 1927 حتي منتصف الستينات، لم يكن “الاجر” عنصرا اساسيا فى الفن، لذا اطلقوا عليه “زمن الفن الجميل”، فكانت اجور الفنانين مطلبا عاديا، وليس “مقاولة” كما يحدث حاليا.
كانت تتقاضى الممثلة الأولي، اي البطلة، أجرا في الفيلم يبدأ من 2000 إلي 4000 جنيه، ويتقاضي الممثل الأول “البطل” أجرا في الفيلم يترواح بين 1800 و12000 جنيه، على ان يستثني الفنانين المطربين من ذلك، امثال المطرب محمد عبد الوهاب الذي كان يتقاضي أجرا قدره 20000 جنيه، وذلك لقيامه بالتمثيل والتلحين والغناء في كل أفلامه، كذلك كان أجر المطربة ليلي مراد يتراوح بين 14000 أو 20000 جنيه لقيامها بالتمثيل والغناء.
حصلت كوكب الشرق أم كلثوم عام 1940 في فيلم “دنانير”، على أكبر أجر تقاضته مطربة في مصر في زمن الفن الجميل وكان حينها يقدر بنحو 5 آلاف جنيه، أيضا وقع المخرج توجو مزراحي مع ليلى مراد عقد احتكار لمدة سنتين تمثل خلالهما فيلماً واحداً مقابل 8 آلاف جنيه، كان هذا المبلغ يعادل مرتب أربعة وزراء في السنة الواحدة، ثم ارتفع أجر ليلى مراد إلى 12 ألف جنيه بعد نجاحها في أفلام “ليلى بنت الريف”، “ليلى بنت المدارس”، “ليلى في الظلام”. يذكر أن في أول ظهور لها في فيلم “الضحايا” عام 1932 كان أجرها 5 جنيهات.