منوعات

كلنا عُرضةً لزلة اللسان، اليك كيف نتدارك الأمر..

هل سألت صديقك المفصول حديثاً من العمل عن عمله؟ انطلقت الكلمات من شفاهك قبل أن تستطيع سحبها. السؤال عن أكبر ضغط في حياته، ذلك الضغط الذي كان يدعو الله ألا يستحضره أي شخص، كان خطأ بريئاً.

 اعتذرت مراراً بالطبع لكنك تشعر أنه ما زال مجروحاً.

هذا أمر شائع، وإن كان مؤلماً، إنه جزء من كونك مخلوقاً اجتماعياً في المجتمع لكن الاعتذار لقول أمور خاطئة يتطلب نوعاً مختلفاً من الاعتذارعما يقال عند سكب القهوة على حقيبة شخص غريب أو الوصول للعمل متأخراً.

حين تقول تعليقاً غير ملائم أو مزحة غير محسوبة، يصبح الجرح عميقاً، ما قد يجعل المداواة مشحونة أكثر؛ وهذا التقرير سيشرح لك كيفية العمل على تدارك الأمر بشكل لائق،؛ بحسب ما نشرته صحيفة The  New York Times الأمريكية.

قبل أن تعتذر

قدر الألم.. قالت أندريا بونيور، الطبيبة النفسية السريرية المرخصة: «كن منفتحاً مع نفسك واستعد للتعرض للنقد بشأن الضرر الذي حدث».

قد تعتقد أنك بحاجة للاعتذارعن تعليق واحد عابر، لكن بالنسبة للشخص الآخر، قد يكون التعليق جزءاً من نمط أكبر من عدم المراعاة من طرفك في الواقع، قد يكون غاضباً أكثر مما توقعت، خاصة لو لمس تعليقك وتراً حساساً لديه.

وتقول إيجوما أولو، مؤلفة كتاب «So You Want to Talk About Race»: حين نكتشف أننا جرحنا شخصاً ما، تظهر فجأة تلك الغرائز بهدف استعادة التوازن.

إذا كنت لا تعرف ماذا قلت بالضبط وكان جارحاً، تقترح إيجوما أن تتواصل وتقول شيئاً مثل: «لو استطعت أن تفسر لي ما الذي قلته وجرحك، قد يساعدني هذا في تصحيح ما فعلت بشكل سليم»، ولا تستخدم أموراً مثل: «قل لي لِم أنت غاضب؟»، بل اسأل: ماذا فعلتُ؟.

لا تضخّم الأمر

يميل الأشخاص المعرضون لأفكار الشعور بالذنب إلى القسوة على أنفسهم إذ يقولون أشياءً مثل: «لا أصدق أني قلت هذا، أنا شخص فظيع».

 لو وجدت نفسك في دوامة من الشعور بالخزي، تقترح بونيور إعادة تشكيل سرديتك الداخلية عن الحدث إلى شيء أكثر واقعية، وفائدة، ودعماً مثل: «أصاب الموقف وتراً حساساً، أشعر بالخزي لكن يمكنني تحسين ذلك يرتكب الجميع أخطاء.

وقت الاعتذار تحمُّل المسؤولية

قاوم رغبتك في أن تكون دفاعياً أو تقديم الأعذار، ولا تقل أشياءً مثل: «حسناً لم أقصد ذلك»، أو «لماذا أنت حساس لهذه الدرجة؟ كانت مزحة بكل وضوح».

 وتضيف بونيور أن عليك تجنب الجدال حول التفاصيل وأن تدع للشخص مجالاً للتعبير عن مشاعره. وأوضح أيضاً أنك لا تعتبر ما فعلته هيناً تُظهر الدراسات أن تصنيف مشاعرك يساعد في السيطرة على القلق والاكتئاب.

 لذا فقول أمور مثل: «أشعر بالخجل لأني قلت ذلك»، أو «أنا منزعج لأني جرحتك»، قد يخفف بعضاً من قلقك وضيقك.

 لكنك على أي حال لا ترغب في جعل نفسك ضحية، لذا تنصح بونيور بعدم المبالغة في وصف مشاعرك.

اعترف بآلامهم

ربما يغريك استخدام هذه المساحة من الوقت لتوضيح نيتك، إذ تشعر أنك تحت الهجوم، ورغبتك في تبرئة ساحتك مفهومة.

لكن لا تتطرق لهذا ما لم يسألك الطرف الآخرعما عنيته بتعليقك أو مزحتك إذ إن ما كنت تنوي قوله غير مهم في محادثة تركزعلى الأثر السلبي لما قلته فعلاً.

كن صادقاً

اجعل اعتذارك نابعاً من القلب وتجنب استخدام العبارات المبتذلة مثل: «آسف لو جرحتك».

 إذ إن هذه اللغة تفرض مسافة بينك وبين أفعالك وتشعر المُستقبل بأنك لا تشعر بما تقول إضافة إلى أن لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، وطبقات الصوت تُفقد كلها في التواصل النصي المكتوب، ما يجعل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية غير مناسبة لتناول موضوعات حساسة مثل الاعتذار.

ويقول الخبراء إن أفضل طريقة لتقديم الاعتذار هي وجهاً لوجه إن كان هذا متاحاً، والحديث عبر الهاتف هو ثاني أفضل خيار.

بعد الاعتذار استرجع العلاقة

قد يكون حدوث تفاعل هادئ بين الطرفين بعد الخلاف مهم خاصة في حالة تساؤل الطرف الآخر عن شكل العلاقة في المستقبل.

 لذا أرح مخاوفه وتفسر أليسون: «إذا عدت بعد نصف ساعة وتحدثت معه عن أمر عادي في العمل، سيريحه هذا غالباً».

وسيساعد أيضاً في إعادة ترتيب العلاقة وطمأنته بأن كل شيء على ما يرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى