لا يزال الحزن يملأ هواجس الفنان جهاد عبده حين يتحدث بكل أسى “للعربية.نت” عن وطنه سوريا، التي تركها قبل ثلاث سنوات، ولا تفارقه مشاهد الدمار والدم المسفوك في حارات الشام وأزقتها، وأزيز الطائرات الحربية التي تبيد الأهالي بالبراميل المتفجرة، وبرصاصات غدر الاستبداد الذي يستعبد السوريين منذ عهود، ويملأ قلبه الأسى لما آل إليه حال الشعب السوري الذي لا يستحق كل ذلك الألم.!
مع كل هذه السوداوية في المشهد السوري في الداخل والخارج ألم تكن المحنة منحة بالنسبة لجهاد؟ ولأي درجة هي نعمة في حياته الجديدة بلوس أنجلوس الأمريكية يجيب جهاد الذي يحتفل بعيد ميلاده 53: “بنسبة صفر …لم تكن نعمة أبدا لي ولأهلي، مع بداية الثورة كانت هناك علامات تدعو للتفاؤل وهذا ما كان يفرحني أن الواقع المظلم والأليم الذي كانت تعيشه سوريا قبل الثورة سيتغير بالأمل، لكن العالم استباح الشعب السوري ولم يهتم بحقوقه المشروعة..!
هاجرت سوريا مضطرا خوفا من الاغتيال
جهاد الذي هاجر لأمريكا مضطرا “لأن زوجتي (فاديا عفاش) كانت تدرس في أمريكا فلم يكن اختياريا بل فرض علي الأمر فرضا”، ورغم أن أمريكا هي البلاد التي تتحقق فيها الأحلام إلا أن أحلام جهاد في أول عامين تبخرت بين توصيل الورد والبيتزا والعمل في مطعم إيطالي ومحل بيع الألبسة وسائق تاكسي، والمكتبة ومستشار كمدقق لغوي في dream works فهو يتقن خمس لغات، تعصره الظروف القاسية فيقول عبده: “الصعوبات شحذت همتي ومنحتني قوة الإرادة لتحقيق الهدف دون يأس”.
يعود عازف الكمان إلى الوراء قليلا ويستذكر أيامه الأخيرة في دمشق للحديث عن الفنانين “قوائم الفنانين كانت معروفة قبل الثورة وما كان على النظام الدكتاتوري إلا استبيان الحُجّة، بعد اعتقال أصدقائي زكي كورديللو وابنه مهيار وجلال الطويل وعلي فرزات ومي سكاف وغيرهم جاء الدور علي، في بادئ الأمر بمحاولة الضغط علي لأظهر على شاشة التلفزيون الحكومي وتارة أخرى للتوقيع على بيان دعم الدكتاتور..! كنت أردّ بالتسويف لكن اللهجة تغيرت معي بتعرضي لمضايقات وتهديدات يومية حينها أدركت أن ساعتي قاربت وعلي الرحيل فحزمت نفسي وجراحي وهجرت لأمريكا”.
في أرض الأحلام أمريكا يقول الفنان جهاد “عانيت الأمرّين من الناحية الإنسانية والعاطفية والمادية في كل يوم نسمع أكثر من خبر مؤلم، ماديا لم أكن مرتاحا، لكني حاولت التأقلم مع الوضع الجديد وبصعوبة كبيرة تاركا ورائي آخر مشاهدي في مسلسل ولادة من الخاصرة”.
وبعد سنوات من الدمار والقتل وتشريد السوريين هل هناك بوادر أمل في سوريا ؟ يجيب جهاد: “الوضع معقد للغاية، أنا متفائل دوما بمستقبل قد يكون مشرقاً لكن بعد فترة طويلة جدا. يجب أن يكون اختيار الرئيس ديمقراطياً بالدرجة الأولى وإيقاف دخول المتطرفين وعودة المهجرين فورا ثم الجلوس إلى طاولة الحوار”.
هذا ما قاله هانكس ونيكول عن سوريا
الفنان جهاد عبده الذي غيّر إسمه إلى jay بسبب ضيق التفكير الغربي حول ارتباط اسمه جهاد بالقاعدة والمجاهدين في أفغانستان والتطرف يحكي “للعربية.نت” عن تجربته مع نيكول كيمان في فيلم Queen of the Desert: “لم أكن أتصور يوما من الأيام أن أقف أمام نيكول، تلك المبدعة الشقراء، كانت حريصة جدا على أن أظهر في أبهى صورة وأن تكون مشاهدنا من المشاهد الجميلة في الفيلم، “ويحكي جهاد عن تواضع الفنانة الاسترالية: “على عكس الكثير من النجوم كانت نيكول تقضي معي وقتا طويلا في الكلام والنقاش ومنحتني الكثير من الثقة طيلة خمسة أسابيع من عمر التصوير “، ومن أجمل ما سمعت من نيكول يقول جهاد: ” قلبي معكم ومع سوريا”
جهاد عبده في دور البطولة بهوليوود
وبكثير من المرح يتطرق جهاد إلى تجربته مع توم هانكس في فيلم a hologram for the king :”لقد كانت تجربة رائعة، توم متواضع لأبعد الحدود: يضحك ويمزح ويتحرك بطريقة مضحكة يكفي انه دعمني بالقول: “أنا هنا لأجلك”.
ومن بين أهم ما أثّر في جهاد تأجيل تصوير مشاهده لخمسة أيام حين تأخر في الحصول على الفيزا وتفاجأ برد فعل هانكس الإيجابي.
وبعد نيكول كيدمان وتوم هانكس يعد جهاد جماهيره حول العالم بأعمال مع أنتوني هوبكينز وميريل ستريب بينما يحضّر مفاجأة لعشاقه بفيلم جديد يؤدي فيه دور البطولة ولأن سوريا دوما في القلب انتهى جهاد من كتابة نص فيلم عن سوريا يتطرق فيه لديكتاتوريات السبعينات، بطله سوري! وبالنسبة لجهاد عبده القصة لم تنته بعد بل أعلنت الآن بدايتها الحقيقية.
المصدر : العربية