منوعات

جواز السفر السوري.. مضاد للغرق والحرق والمتفجرات

بقدر القلق على مصير اللاجئين، الذي أثاره خبر العثور على جواز سفر سوري قرب جثة أحد الانتحاريين الذين نفذوا هجومات باريس الجمعة، كان النبأ نفسه مادة سخرية وتهكم واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يقتنع معلقون بأن انتحاريا ذهب ليفجر نفسه، حمل معه جواز سفر ليعرف به عن نفسه وجنسيته، مطلقين على جواز السفر السوري “الخارق” و”مضاد للتفجيرات والحرائق” وغيرهما من التسميات المرتبطة بالقدرات غير الاعتيادية. وفي هذا السياق، سخر مغرد “مهما كان نوع الحادث حريقا كان أو انفجارا… الكل يضيع أو يحترق إلا جواز السفر السوري”.

وقال معلقون “إن أصلب الأشياء في العالم جواز السفر السوري وهاتف نوكيا 3310، فكل شيء قابل للتدمير إلا هما”. واعتبر مغردون أن جواز السفر السوري هو المعجزة التي حيرت علماء الأرض والفلك.

وتساءل مغرد “الحزام الناسف يقتل أكثر من أربعين شخصا ويصيب العشرات ولا يحرق ‫#جواز سفر الإرهابي”، معتبرا جواز السفر قد يكون مرتديا سترة واقية من التفجير”.

ومثلـت الحـادثة مـوضـوعا للـرسوم الكاريكاتيرية الساخرة، فأظهر رسم إرهابيا ملثما يأخذ سيلفي مع جواز سفره، وفي رسم آخر بدا إرهابي مدججا بأسلحة وحزام ناسف يسأل زميلا له “هل أحضرت جواز سفرك”.

وفي رسم ثالث تداوله مغردون على نطاق واسع، ظهر إرهابي يهم بتفجير نفسه غير أنه تذكر حينها أنه نسي جواز سفره لترتسم علامات الحيرة على وجهه. وقال معلق “دائما ينسى ‫‏الإرهابي ‫جواز سفره في مسرح ‫‏الجريمة”.

وسخر مغرد “تخطيط محكم وتفاد تام للمراقبة الأمنية… كل هذا ويسقط الإرهابي المزعوم في خطأ مضحك… دائما؟ احترموا ‫عقولنا”. واعتبر آخر “في سنة أولى ‫إرهاب علمونا ألا نأخذ معنا جوازات سفرنا عند تنفيذ ‫‏العمليات… اليوم بعدما أصبحت لدينا خبرة 5 سنوات إرهابا نقع في خطأ مضحك، ‏فرنسا بتشتغلنا، أين ‫ زمن الإرهاب الجميل؟”. وقال مغرد “اللاجئون يفرون من سوريا بسبب الأشخاص أنفسهم الذين ارتكبوا اعتداءات باريس”.

ولجوء السوريين إلى دول الجوار وأوروبا يقوض ادعاءات تنظيم داعش بأن “الخلافة هي الملجأ”، وقد أبدى التنظيم مرارا اشمئزازه من الأشخاص الذين يهربون من سوريا إلى أوروبا. وكتب معلق “من دبر أحداث باريس هو من سمع الإرهابي يردد الله أكبر، هو من سمع الإرهابي يردد عاشت سوريا، هو من وجد الجواز السوري بجوار المسرح”.

فيما سخر مفتي الديار المصرية (حساب ساخر) “ما سر اندهاشك من العثور على جواز سفر مع أحد الانتحاريين؟ كيف تتوقع أن تتعرف عليه 72 من الحور العين دون صورة جواز السفر؟”.

يذكر أن السلطات الصربية قالت إن صاحب جواز السفر السوري الذي عثر عليه قرب أحد الانتحاريين في باريس، دخل أراضيها في أكتوبر الماضي وطلب اللجوء. وبدورها، أفادت السلطات اليونانية بأن جواز السفر يطابق جوازا استخدمه لاجئ وصل إلى جزيرة ليروس اليونانية في الثالث من أكتوبر الماضي.

هذه التصريحات زادت المخاوف من مندسين من “داعش” بين الآلاف من اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا، خاصة أن أوروبا تعيش منذ الصيف انقساما عميقا في شأن السياسة الواجب اعتمادها حيال أكبر موجة لجوء تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي تصريحاتها الأخيرة قالت السلطات الفرنسية إنها “لم تستطع التأكد من صحة جواز السفر”. واستغلت حكومات غربية الحادثة للنكوث بتعهداتها بشأن استقبال لاجئين. وكانت وسائل إعلام غربية حسمت الأمر بقولها إن المهاجمين “تسللوا إلى أوروبا كلاجئين سوريين وهميين”.

وإجراءات تسجيل اللاجئين، حسب صحفيين عاينوا الأمر، مجرد عملية شكلية وجيزة، لذا كان سهلا على إرهابي يريد دخول أوروبا أن يفعل ذلك. وكانت تجارة جوازات السفر السورية المزورة نشطت أخيرا، بعدما سهلت دول عدة اللجوء للسوريين، ووردت تقارير عدة عن تزوير جوازات سفر، حتى أن صحفيا هولنديا نجح في استصدار جواز سفر سوري لرئيس وزراء بلاده.

واستطاع هارلد دورنبوس إصدار جواز سفر وبطاقة شخصية سوريين يحملان صورة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، باسم مالك رضوان من أم اسمها هبة وأب يدعى أحمد، ومن مواليد مدينة دمشق.

وشرح الصحفي أنه استطاع الحصول على هذه البطاقات المزورة في غضون 40 ساعة فقط، مقابل 850 دولارا، وأوضح أنه فعل ذلك من خلال اتصال هاتفي مع أحد مزوري الأوراق الرسمية السورية الذي طلب منه إرسال الاسم واللقب الذي يريد إرفاقهما مع صورة شخصية دون أي إثباتات أخرى. ونشر الصحفي الصورة على حسابه على تويتر وكتب “هذا أول دليل على أنه يمكنك شراء جواز سفر سوري وهمي، اشتريته لمارك روته بـ850 دولارا”.

وقال الصحفي في تغريدات لاحقة “إن العديد من الأشخاص غير السوريين يشترون هذه الجوازات ويقدمون طلبات لجوء في أوروبا، في حين يحتكر نظام الأسد إصدار جوازات سفر رسمية لغير أتباعه”.

المصدر : العرب 

زر الذهاب إلى الأعلى