منوعات

هكذا تقلّل هوليوود من قيمة عقولنا

من المؤكّد أنّك سمعت يوماً المقولة التي تفترض أنّ الإنسان يستعمل 10 في المائة فقط من دماغه، وعلى الأغلب مررت عليها خلال مشاهدة أحد الأفلام الأجنبية. تبدي هوليوود إعجاباً كبيراً بالتساؤل الذي يقع وراء المقولة؛ أي ماذا يحصل إذا استعمل الإنسان 100 في المائة من عقله، فتدرجه ضمن أفلام الخيال العلمي، والتي كان أنجحها حديثاً اثنان؛ هما فيلم Limitless 2011 وفيلم Lucy 2014.

لا يمكن أن نرى شخصاً بكامل قواه العقليّة إن كان فاقداً 90 في المائة من دماغه، على سبيل الافتراض، لذلك فإن تلك المقولة غير دقيقة تماماً. يستعمل الإنسان كافّة أنحاء دماغه على اختلاف المهمّة التي تؤدّيها، لذا فإنّ كلّ الدماغ يكون فعّالاً، وكلّ منطقة تقوم بدورها ككيان واحد.

ويحدد الباحثون في علم الأعصاب نسبة الطاقة المستهلكة في الدماغ بـ 20 في المائة من الطاقة التي ينتجها الجسم، لذا فإنه غير منطقيّ أن تستنفد كمية الطاقة تلك على 10 في المائة فقط من الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، إن كان الغرض من الدماغ استعمال نسبة صغيرة منه فقط فلماذا يكون حجمه كبيراً؟ من هنا، علينا التحقق من أصل المعلومة لنعرف معناها الدقيق.

ترجّح النظرية الأولى أن هذا المفهوم جاء من عالم النفس ويليام جايمس، في أوائل القرن العشرين، حيث ناقش قدرة الإنسان على رفع معدّل ذكائه بتدريب عقله، موضحاً أن الإنسان لا يستخدم قواه العقلية كاملة، بل قسم منها فقط.

أمّا النظرية الثانية لنشأة المفهوم، فهي تعيده إلى جرّاح الدماغ وايلدر غرايفز بينفيلد، والذي كرّس حياته بين 1940 و1950 لاستكشاف الدماغ البشريّ. وقد وثّق بينفيلد أن 10 في المائة فقط من التنبيهات الكهربائية التي أعطاها للدماغ أدّت إلى أفعال جسديّة ملحوظة. 

المصدر : العربي الجديد 

زر الذهاب إلى الأعلى