منوعات

في تركيا أجور رخيصة للسوريين

ذكرت منظمة العمل الدولية الخميس أن اللاجئين السوريين في تركيا لا يحصلون في غالب الأحيان على عمل إلا في السوق السوداء حيث يؤدون أعمالا، لا تحتاج إلى خبرات، بأجر زهيد.
وأضافت المنظمة الأممية أن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا بعد أن فروا من الحرب الأهلية في بلادهم، ينخرطون بشكل أو بآخر في سوق العمل، لكن يجب تحسين أوضاعهم.
 
وقال نعمان أوزكان مدير المنظمة في تركيا “يمكننا القول إن معظم السوريين في تركيا يعملون في السوق الموازية بأجور متدنية”.
وشدد المسؤول على أن وضع الحماية المؤقتة التي تمنحها السلطات التركية للسوريين لا يسمح لهم بالحصول على إذن عمل يؤهلهم للعمل بشكل قانوني.
 
وقالت المنظمة في مدينة شانلي أورفا (جنوب شرق) على الحدود مع سوريا التي يشكل السوريون ربع سكانها اليوم، “يحصل ثلث العمال السوريين على أقل من الحد الأدنى للأجور المحدد حاليا بألف ليرة تركية، أي 315 يورو.ويتفق أغلب العمال السوريين على أن مستوى المعيشة في تركيا يعتبر مرتفعا مقارنة بالرواتب التي يحصلون عليها.
 
واعتبر الناشط أحمد خليل “أن رواتب الفئة الأكبر من السوريين تتراوح بين 800 و1400 ليرة تركية شهريا، ومع ارتفاع الأسعار الذي شهدته الأسواق في تركيا، لم يقم أصحاب العمل بزيادة رواتب السوريين على اعتبار أن غالبيتهم يعمل بشكل غير قانوني ومن دون وجود عقد، وهذا أثر بشكل كبير على أوضاع الآلاف من العائلات السورية المتواجدة والتي أصبحت غير قادرة على تأمين أبسط متطلبات حياتها اليومية”.
 
وقال عامل الشوارما أبو أحمد “أنا أعمل في أحد المطاعم ي في إسطنبول، إلا أن راتبي لا يتجاوز 1100 ليرة تركية (500 دولار) وهذا الراتب لا يكفي إلا لدفع أجرة المنزل والفواتير، فالمعيشة هنا تعتبر غالية، ناهيك عن عدم وجود تأمين صحي لي ولأسرتي”.
 
وقالت فاطمة، وهي عاملة في أحد معاهد تعليم اللغة العربية “راتبي لا يتجاوز ألف ليرة تركية شهريا وزوجي يعمل في إحدى ورشات الخياطة ويتقاضى 1200 ليرة، ولكن رغم ذلك يبقى هذا المبلغ من المال غير كاف لسد احتياجاتنا كاملة، فأنا أدفع شهريا 1300 ليرة مقابل أجرة البيت وقيمة الفواتير، إضافة إلى 150 ليرة تركية للمدرسة من أجل طفلي، وهو ما يحتم علينا التخلي عن العديد من المستلزمات التي كنا نعتبرها في سوريا من الضروريات”.
 
وقال خالد الذي يعمل خياطا، إن راتبه قليل، فهو لا يتجاوز 800 ليرة تركية (350 دولارا) رغم أنه يعمل 12 ساعة يوميا، مؤكدا أن العديد من الشباب السوري يتعرض إلى الابتزاز من أصحاب العمل، إذ يجبرهم القانون التركي على توقيع العقود مع العمال ودفع كافة مستحقاتهم من مواصلات ووجبات الطعام، إلا أنهم يتجاهلون توقيع العقود معنا حتى لا يدفعوا لنا أي شيء من مستحقاتنا الإضافية.
 
ورغم عملهم لساعات طويلة لم يتمكن عدد من العمال السوريين من تحصيل رواتبهم وتغطية تكاليف العيش التي تتضمن الإيجار وقيمة الفواتير ونفقات الأكل والأدوية.
 
وقال أحمد، وهو عامل في أحد المطاعم، “الأسعار ارتفعت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، فأنا أتواجد في مدينة إسطنبول منذ عامين تقريبا، وعند قدومي كان صرف الدولار مقابل الليرة التركية 1.75 أما الآن فيزيد عن 2.70، وهذا ما تسبب في ارتفاع أسعار السلع الغذائية والخضروات وجميع المنتجات بأكثر من 40 بالمئة من قيمتها السابقة”.
 
وأكد إبراهيم، والذي عمل لثلاثة أشهر في أحد المكاتب العقارية دون أن يقبض راتبه، قائلا “كنت ذاهبا لأستأجر منزلا من أحد المكاتب العقارية وبعد حديثي معه باللغة التركية طلب مني أن أعمل معه في المكتب، بهدف جلب مستأجرين سوريين على أن أحصل على 50 ليرة تركية مقابل كل بيت أقوم بتأجيره.
 
وبالفعل بعد نهاية الشهر الأول كان من المفترض أن أقبض 500 ليرة تركية، إلا أن صاحب المكتب طلب مني أن انتظر للشهر الثاني، واستمر هذا الحال للشهر الثالث وعند مطالبتي إياه بحقي طردني من العمل”. هذا حال اللاجئين في كل الدول المجاورة لسوريا حيث لا يجدون ما يكفي من المساعدة ولا عمل يكفي قوت يومهم.

المصدر : العرب 
زر الذهاب إلى الأعلى