منوعات

“إيلامة” سورية تسعى للهجرة بعد زواجها من خارج طائفتها

لم تُعر إيلامة (29 عاما) اهتماما لخسارتها كل شيء مقابل زواجها بالرجل الذي تحب، فقد كانت مستعدة لتغير دينها واسم عائلتها في سبيل توثيق زواجها لدى المحكمة الشرعية التابعة للنظام في سوريا، كما تقول.

لوهلة، اعتقدت “إيلامة مطر” الشابة الدرزية السورية، أن مخاوفها باتت من الماضي، بمجرد أن تسنى لها ولزوجها الشاب العلوي عقد قرانهما أصولا لدى المحكمة، بعد عرض قضيتهما على القاضي الشرعي الأول لدى النظام، بحضور 14 شاهدا، وذلك قبل حوالي تسعة أشهر من الآن، لكن اعتقادها ذلك لم يكن في مكانه، وكأن مشوارها لا زال في بدايته، وفق قولها.

“التهديدات بقتلي وصلت للبيت الذي أقيم فيه في مدينة اللاذقية، ولو لم يوفر زوجي لي الحماية لكنت في عداد الأموات الآن”، تضيف إيلامة في حديثها لـ”عربي21”.

وتقول: “اضطررت لتغيير ديني لدى المحاكم مع أني لا دينية أساسا، ولو كنت دينية لكنا اكتفينا أنا وزوجي بعقد القران لدى عالم دين. وكذلك أيضا تخليت عن لقب عائلتي، وعن حقي بالميراث من أهلي، علما بأني الفتاة الوحيدة لأهلي”.

كل “تنازلات” إيلامة لم تجد نفعا، ولذلك تستعد في الوقت الراهن للسفر إلى النمسا، على أمل أن تجد هنالك شيئا من السكن النفسي الذي يبدد مخاوفها بعد أن تعرض حملها الأول للإجهاض، وفق قولها.

وتتابع إيلامة قائلة: “علمني والدي أن أكون سيدة نفسي وقراري، ووقف بجانب قراري هذا رغم معارضته لي في البداية، إلا أن المشكلة تكمن في التفكير المجتمعي الذي يحكم عقلية المتجمع الشرقي بشكل عام”، بحسب تعبيرها.

وتضيف ضاحكة: “ينادونني هنا بالشجاعة، لكن هذا لا ينطبق على حالتي، أحببت بصدق فقط، وهذا هو الأصح.

وتتفق إيلامة -الحاصلة على دبلوم في الترجمة- مع القول الذي يرى أن الحدود التي كانت مفروضة بفعل “الانغلاق” الديني والطائفي في سوريا أزيلت؛ بفعل الحرب التي تشهدها البلاد، وتوضح قولها: “ما عادت سطوة العادات كما هي سابقا، والمجتمع تحرر من حاجز الخوف بكل أنواعه؛ لأن شبح الموت يخيم على رؤوس الجميع”، وفق تقديرها.

وفي الوقت الذي يوافق فيه المحامي وائل واصل جزئيا رأي إيلامة في حديثها عن تحرر المجتمع من حاجز الخوف نتيجة الأوضاع السائدة، يرى خلال حديث مع “عربي21” أن حالات الزواج بين الأديان والطوائف في سوريا لا زالت على نطاق ضيق، بعكس الحديث عنها الذي ازداد فقط؛ لأن الناس كانت تكتم أفعالها، وفق تقديره.

واصل، الذي يعمل على مبادرة وطنية تحت مسمى “مشروع محبة لسوريا الانتقالية” من العاصمة دمشق قال لـ”عربي21″: “لا يمكننا الحديث عن ازدياد فكرة الزواج بين الأديان والطوائف في سوريا، بعكس الحديث عن الزواج المدني الذي بات يلقى قبولا واضحا لدى شريحة كبيرة من المجتمع السوري في مناطق سيطرة النظام”، كما يقول.

المصدر : عربي 21 

زر الذهاب إلى الأعلى