ودعت أوروبا سنة تعتبر مثيرة، وهي الآن تستقبل سنة ليست أقل إثارة. DW عربية تكشف من خلال أحداث العام المنصرم عن آفاق العام المقبل وعن بعض المواضيع والأحداث المرتبطة بالعام الأوروبي 2016.
أكثر من مليون وافد جديد على ألمانيا وحدها عام 2015. وحروب في سوريا والعراق وفي القارة الإفريقية لم تنته بعد، وتجبر الناس على الفرار. سياسة اللجوء ستظل بالتالي في العام الجديد الموضوع الرئيسي والتحدي الأكبر في أوروبا. كيف يمكن توزيع القادمين الجدد على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي؟ وكيف يمكن إدماجهم؟ وكيف يمكن أن ينجح هذا كله بالنظر إلى الإشكاليات الداخلية للاتحاد الأوروبي الذي تزدهر فيه الأحزاب اليمينية الشعبوية، كما هو الحال في فرنسا وبولندا والمجر؟ إنها أسئلة كثيرة قائمة في الاتحاد الأوروبي. الهولنديون والسلوفاكيون الذين سيتولون رئاسة الاتحاد الأوروبي في عام 2016 سيحاولون تقديم مساعدة في الإجابة على هذا التساؤلات.
الوضع الاقتصادي لليونان سيبقى أيضا في 2016 موضوعا قائما. رزنامة المساعدات الثالثة أقرتها مجموعة دول اليورو بشروط. وحكومة رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس باشرت الكثير من الإصلاحات، والجهات المانحة متفائلة بحذر بالنسبة للعام المقبل.
انتخابات وقمة لحلف الناتو
في سبتمبر تتجه الأنظار إلى أوروبا الشرقية حيث تُنظم انتخابات برلمانية في روسيا. عدد من الجماعات المعارضة تعتزم التكاثف فيما بينها لمواجهة بوتين وولوج مجلس الدوما، بينها حزب التقدم التابع للمدون ألكسي نفالني. وحتى في أوكرانيا سيتم تتبع تلك الانتخابات بإمعان، لأن الأزمة المحيطة بشبه جزيرة القرم ولاسيما إقليم دونباس في شرق البلاد لن يتم تجاوزها في 2016. موضوع أوكرانيا سيشغل حلف شمال الأطلسي الذي سيعقد مؤتمر قمة من 8 إلى 9 يوليو في العاصمة البولندية وارسو. وستركز المشاورات بشكل خاص على توحيد الصف داخل الحلف الأطلسي. فدول أوروبا الشرقية الشريكة في الحلف الأطلسي تريد نهج سياسة ردع ودفاع أكثر صرامة تجاه روسيا. فيما تتطلع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحفاظ على الوحدة داخل الحلف. ودول الجنوب مثل تركيا تود تفادي التحول القوي لمحور الحلف نحو الشرق. ويمكن تفهم ذلك لو تم بالتدقيق فحص الوضع الجيوسياسي لتركيا كجارة لسوريا والعراق.
بولندا في بؤرة الاهتمام
ونقوم الان بإطلالة على الموضوعات “المنوعة” التي ستشغل أوروبا عام 2016. هناك حدثان هامان ستشهدهما بولندا. فالعاصمة الثقافية الأوروبية هي فروسلاف التي كانت سابقا تابعة لألمانيا وتُسمى بريسلاو. فهذه المدينة التي تقع على ضفاف نهر الأودير ستظهر في حلة جديدة مثلا عبر تدشين مركز الموسيقى الوطني فيها . وسيكون بمقدور الشباب من الكاثوليك ربط زيارة فروسلاف في الأسبوع الأخير من يوليو بحدث بارز إضافي في أوروبا عام 2016، ألا وهو إقامة يوم الشبيبة العالمي والذي ستنظم دورته ال31 في مدينة كراكاو التي تبعد بحوالي 200 كلم عن فروسلاف. وموضوع هذا التجمع الكاثوليكي هو “الرحمة” المنسجم مع السنة المقدسة التي أعلنها البابا فرانتسيسكوس. والكثير من البولنديين متشوقون لزيارة البابا إلى بلدهم.
مسابقة الأغنية الأوروبية والسباق نحو المريخ
جدول الأعمال يشمل من الناحية الثقافية عدة تظاهرات في أوروبا مثلا مسابقة الأغنية الأوروبية التي جلبها المغني السويدي مينس زيلدرلوف إلى ستوكهولم. وبمشاركة 43 بلدا ستكون، حسب المنظمين أكبر مسابقة للأغنية الأوروبية في التاريخ. وتعود أوكرانيا بعد غياب استمر سنة واحدة بسبب الأزمة السياسية إلى الحلبة. والأستراليون هم أيضا سيحضرون المنافسة مجددا.
دنيا العلوم ستنظر في ال 14 من مارس إلى السماء حين تبدأ مهمة المريخ الأوروـ الروسية، التي طال انتظارها، بإطلاق مسبار المريخ. ويتوقع أن ينطلق المسبار من محطة الفضاء بايكنور الكزاخستانية في مهمة البحث عن غازات في أجواء المريخ. ويمثل هذا المسبار الجزء الأول من مهمة ستتواصل في شقها الثاني عام 2018.
بطولة أوروبا لكرة القدم تحت شعار تأمين الأمن
أخيرا وليس آخرا يمكن لعشاق كرة القدم أن يهللوا عام 2016، لأن فرنسا تستضيف ابتداءا من ال 10 يونيو وعلى مدى أربعة أسابيع البطولة الأوروبية لكرة القدم. 24 منتخبا سيتبارون من أجل الفوز بلقب أحسن فريق وطني في أوروبا. وبعد اعتداءات ال 13 من نوفمبر 2015 بباريس سيكون كل شيء تحت شعار تأمين الأمن. فالمباراة النهائية ستكون في ملعب “ستاد دو فرانس″ بحي سان دوني الذي اختاره الإرهابيون هدفا لأعمالهم في ال 13 من نوفمبر 2015. ويتجلى التحدي أمام الفرنسيين في عدم تغليب التدابير الأمنية على الطابع الرياضي لهذه المنافسة. ومن الناحية الرياضية ستكون المنافسة مثيرة، خاصة وأن بطل العالم – ألمانيا – والبلد المضيف – فرنسا – يعتبران من المنتخبات الأوفر حظا. إذن يمكن للسنة الجديدة أن تنطلق قدما.
المصدر : القدس العربي