أعلنت “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسف) أن أكثر من 16 مليون طفل ولدوا في مناطق تجتاحها النزاعات في العام الحالي، أي بواقع مولود واحد من كل ثمانية مواليد.
وأضافت «يونيسيف» أن أكثر من مئتي ألف طفل طلبوا اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر التسع الأولى من العام الماضي، بالإضافة إلى 30 مليوناً أخرين أجبرتهم الحرب والعنف والاضطهاد خلال العام الماضي على الفرار من ديارهم في مختلف مناطق العالم، موضحة أن هذا العدد يعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشارت المنظمة إلى أن المواليد الجدد وأمهاتهم يواجهون مخاطر عدة خلال وجودهم في الدول المتأثرة بالحروب مثل أفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى والعراق وجنوب السودان وسورية واليمن، أو خلال رحلتهم إلى أماكن أخرى هرباً من الاقتتال. إذ تواجه الأمهات الحوامل خطر الولادة من دون مساعدة طبية، وفي ظروف لا تستوفي شروط النظافة، بالإضافة إلى احتمال تعرضهن إلى درجات حرارة حادة و”سامة”، ما قد يؤدي إلى “وفاة أطفالهن قبل بلوغهم عامهم الخامس، أو إثباط نموهم العاطفي والإدراكي على المدى الطويل”.
وأكدت المنظمة الدولية وجود عوائق كبيرة تهدد صحة وسلامة وتعليم ربع بليون طفل في العالم، أو طفل من كل 9 أطفال يعيشون في الدول والمناطق المتأثرة بالصراعات، لافتة في الوقت نفسه إلى أن أكثر من بليون طفل يعيشون في بلدان تنتشر فيها الفيضانات، وأن 160 مليون شخص يقطنون في مناطق تعاني من الجفاف الحاد. واعتبرت أنه “على رغم أن الأطفال يمثلون ثلث سكان العالم، إلا أن نصف فقراء العالم منهم”.
من جهته، نقل الموقع الالكتروني لـ”يونيسيف” عن المدير التنفيذي للمنظمة آنتوني ليك قوله إنه «كل ثانتين يرى طفل جديد النور للمرة الأولى في مناطق تجتاحها النزاعات»، مضيفاَ: «يولدون في ظروف مريعة أحيانا لا يستطيعون فيها الوصول إلى الرعاية الطبية». وأوضح أن «حياة الكثير من الأطفال تبدأ في ظروف في غاية الهشاشة، سواء كانوا متأثرين في النزاعات، أو الكوارث الطبيعية، أو الفقر، أو المرض، أو سوء التغذية”، سائلاً: «هل نستطيع أن نتخيل بداية أسوأ للحياة؟”. وتابع: «شهدت الأشهر الأخيرة إجماعاً عالمياً على التصدي للتغير المناخي وأجندة التنمية العالمية الجديدة»، مضيفاً أن «هذه الاتفاقات الطموحة تعتبر فرصة كبيرة، في حال تُرجمت إلى عمل لصالح الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة».
وأعرب عن اعتقاد بأنه «في حال نجحنا في التصدي للأسباب التي تبدد آمال الآباء المنكوبين، من خلال حل النزاعات والتصدي للتغير المناخي، وتوسيع الفرص، سنحول العام المقبل إلى عام أمل للملايين بدلاً من عام يأس».
المصدر : الحياة