منوعات

“الزنا”.. أحدث روايات الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو

يستكشف من خلال واقعها الموضوعي قلب امرأة ممزق بين ماضيها وحاضرها .باولو كويلو هذه المرة يضع الشباب تحت مجهره بحثا عن إمكانات سعادتهم في أحدث رواية فلسفية تتشابك من خلالها مسألة سيادة القلب على العقل ، كويلو الذي ترجمت أعماله إلى 80 لغة يطرح في روايته Adultery ” الزنا ” سؤاله المحير : ” هل هذا فعلا الذي نبحث عنه ” ؟ وهي مسألة أقل ما يقال عنها أنها سوف يتخللها الكثير من عمل كويلو وهو يحاول الإجابة نهائيا عن سؤالها فهل يستطيع ذلك ؟ 

الرواية الصادرة عن دار نشر هاتشينسون وهي من أعرق دور النشر في المملكة المتحدة وأشهرها ، تتحدث عن ليندا الشابة التي تعيش في جنيف حيث تمتلك منزلا جميلا وزوجا محبا ، وطفلين أشبه بالملائكة ، وعملا دائما ما تقول عنه أنه رائع لأنه حقق لها طموحها بأن تصبح صحافية ، لكنها ليست سعيدة فكثيرا ما تقمعها روحها فيتغلب الاكتئاب عليها ، شعور بالعذاب يهدد بتحطيم واقعها الذي شيدته بقوة بعودة يعقوب صديقها في المراهقة والذي قضت معه أحلى سنواتها ، هو الآن سياسي بارز وقد اكتسحت جرافات تلك الذكرى جميع أحاسيسها حتى أصبحت هاجسا يحرك فيها عواطف كانت مدفونة وكأنها فيروس أصاب كيانها وباتت روحها تخرج عن نطاق سيطرتها مدفوعة بعواطف تتأرجح بين ما تحياه من حياة طبيعية أصبحت غير مستقرة وبين اكتئاب وجنون وكأنها فرانكشتاين بصورة امرأة تحمل نفس ذلك الشعور الوحشي في رواية ماري شيلي فتتحول إلى جيكل وهايد عندما تشعر ليندا أنها خرجت عن طبعها .

 
كل هذا يجري على خلفية تلك الأيام التي قضتها ليندا مع صديقها المراهق حيث تتشابك شخصيتها المتصارعة بين الحلال والحرام وأولئك الذين يبحثون عن الجواب ستثيرهم المزيد من التساؤلات ، ما هو الحب ؟ ما هي السعادة ؟ أين موقع الزنا من كل ذلك ؟ ربما ينسون وهم في غمرة احتفالاتهم بأيام مراهقتهم أن تلك التساؤلات قد تكون لا وجود لها لأنهم يعيشون خارج عالمهم المحسوس ، كل هذا يجري في جنيف المدينة الجميلة الهادئة والوديعة الغافية في أحضان طبيعة ساحرة لم تستطع ليندا من خلال كل ذلك إخفاء انفعالاتها ومبلغ قلقها ، كويلو أنتج كل تلك الأحاسيس بقالب نفسي
مهد لها الانتقال من العقلانية إلى اللاعقلانية والعودة سريعا مرة أخرى إلى اتخاذ وقفة متزنة لمعالجة هذا المطب الذي ظهر فجأة في طريق سعادتها ، مؤلف “الخيميائي” وضع في روايته خطاً بين السعادة والتعاسة والبحث الأبدي عن ما يمكن أن يكون كل ما مرت به ليندا بطلة الرواية هي مجرد أحلام تقول عنها : “ليتها تكون كذلك”.
 
الديلي اكسبرس – وطن اف ام 
 

 

زر الذهاب إلى الأعلى