“إن الحل الوحيد للتخلص من مسلسل باب الحارة هو أن يلبس سمعو حزاما ناسفا ويفجر نفسه في قهوة أبوحاتم”، هكذا تهكم مغردون على الشبكات الاجتماعية منتقدين المسلسل السوري باب الحارة الذي يعرض الجزء الثامن منه على قناة إم بي سي.
وحظيت شخصية سمعو، التي يؤديها الممثل السوري فادي الشامي، هذا العام باهتمام المشاهدين والمعلقين.
ويقوم سمعو بدور إمام الجامع وهو متشدد ديني ذو لحية كثة وعقلية متحجرة يضرب ويشتم ويرفض تعدّد الأديان، لا سيما عندما قام بضرب زوجته على خلفية استقبالها زوجة أخيها “سارة اليهودية” (كندا حنا) لمجرّد أنّها من دين آخر.
واعتبر المتابعون أنّ هذه الشخصية، “تُسيء لصورة الشخص المسلم”، ووصفوا تصرفاته بـ”الداعشية”.
في الأجزاء السابقة تدرج سمعو في المناصب فمثل دور عسكري تحت إمرة أبوجودة الانتهازي الذي يرمز إلى النظام وبعدها انضم إلى الثوار لمحاربة المحتل الفرنسي وأصبح بعدها خادما للمسجد ليتحول في الجزء الثامن إلى متشدد.
ويقول معلقون ساخرون إنه انضم إلى تنظيم داعش، متسائلين عن نهايته كيف ستكون؟
وكتب أحد المتابعين تعليقا جاء فيه “تسلسل سمعو في باب الحارة من عنصر أمن إلى شيخ متطرّف يفسّر لنا كيف تشكل داعش”.
ومنذ الحلقة الأولى بدا واضحا أن المسلسل يراد منه إرسال رسائل دينية وسياسية ومجتمعية، يقول عنها معلقون إنها تسرد وجهة نظر النظام السوري.
المسلسل أصبح وسيلة النظام السوري للتأثير في العالم العربي، خاصة أن الملايين يشاهدونه خلال شهر رمضان
ويسعى النظام جاهدا، من خلال المسلسل، إلى إقناع العالم بمحاربته للتطرف والإرهاب وحماية الأقليات، دون أن ينسى إصراره على رفض التدخل الخارجي وحرصه على “سيادة البلد”.
وقد بدأ باب الحارة في مشاهده الأولى بالسخرية من اللحية، عندما ظهرت شخصية “تنكة” التي يجسدها الممثل جمال العلي، دون لحية بعدما اشتهر في الجزأين الماضيين بلحية طويلة، مفاجئا “النمس” (مصطفى الخاني)، الذي وصف لحيته بأنها كانت مثل “مكنسة الجامع”.
كما ظهرت في المسلسل سارة اليهودية، زوجة معتز المسلم، تلقي درسا دينيا عن التسامح في الإسلام، فبدت ملمة بالإسلام أكثر من سمعو، الذي يكرس نفسه لخدمة الجامع.
وظهر بطل المسلسل أبوعصام (عباس النوري)، على أنه شخصية منفتحة تؤكد على ضرورة الفصل بين الدين والسياسة وظهر ذلك في كلامه لـ”سمعو” بقوله “يا ابني الدين لله والسياسة شي تاني”.
وينشب في الجزء الثامن صراع عقائدي كبير بين الرجعية الدينية المتطرفة التي يمثلها إمام الجامع “سمعو” والشيخ فكري (زيناتي قدسية) الذي يهاجم مثقفي الشام، وبين الإسلام المعتدل من جهة أخرى.
يذكر أن مسلسل باب الحارة، الذي بدأ عرضه قبل 10 أعوام، يخرج الجزء الثامن منه ناجي طعمي، تحت إشراف عام لبسام الملا، عن نص الكاتب سليمان عبدالعزيز، وهو من بطولة عباس النوري، صباح الجزائري، ميلاد يوسف، شكران مرتجى، مصطفى الخاني، محمد خير الجراح.
ورغم الملل والتكرار لا يزال المسلسل يحقق أرقاما قياسية من حيث المشاهدة، وعدد سنوات العرض.
وشبه معلق على فيسبوك “مشاهدة باب الحارة بالإدمان على التدخين، فرغم معرفة مضاره وتفاهته.. لكن ذلك لا يمنع من تدخينه / مشاهدته”.
وقد بدأ كمسلسل اجتماعي مشوق، ما لبث أن وقع في فخ الاعتداء على الشأن السياسي، عبر استخدامه مع القائمين عليه من الكاتب إلى المخرج إلى الممثلين، كدمى ساذجة تحاول محاكاة الواقع السوري عبر إسقاطه على التاريخ، ليصير أمام الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، يثير الرثاء، وفق معلقين.
كما أصبح في الأعوام القليلة الماضية وسيلة النظام السوري للوصول إلى العالم العربي، والتأثير فيه خاصة أن الملايين من العرب يشاهدونه خلال شهر رمضان.
ويؤكد مغرد “باب الحارة قصة مترهلة، أقحم فيها الكاتب أفكارا لا تستحملها”، ويضيف آخر “باب الحارة هذا العام يعالج التعصب الديني بشكل سخيف، ويظهر في شخصية سمعو إنسانا متزمتا بعيدا كل البعد عن بيئتنا والتدين السوري بطبيعته المتسامحة”.
وسخر مغرد “في المسلسل مات نصف الفنانين الذين لا يعجبون النظام (في إشارة إلى استبعاد الممثلين المعارضين)، باتت المخابرات العسكرية تكتب السيناريو والشبيحة يمثلون، نريد أن نرى أمين عام حزب الله حسن نصرالله بدل أبوعصام والرئيس السوري بشار الأسد بدل العقيد أبوشهاب”.
المصدر : العرب