منوعات

«باب الحارة» باق ويتمدد… ولقاء معتز مع تشرشل… كيف ستجسد الدراما عمر الشريف؟

لا يزال «باب الحارة» الأكثر عرضة للنقد والانتقاد في رمضان هذا العام، خصوصا بعد تحوله إلى سلسلة درامية قد تتحول إلى فانتازيا وثائقية مع إمكانية أن نشهد تحولات أخرى له تجعل من قصته الدرامية فضفاضة أكثر، فنرى الحارة بأبطالها أصحاب القدرات الخارقة في العودة إلى الحياة من الموت جزءا من تاريخ الثورات والحروب، وحينها في أجزاء مقبلة قد نرى مشهدا يجمع معتز مع تشرشل يخططان للقضاء على هتلر، وأسباب العقيد معتز واضحة طبعا في كراهيته للزعيم النازي!! 

وحينها قد نشهد أول ملامح الدخول الأمريكي للمسلسل، خصوصا أننا التقطنا ما يوحي بذلك من خلال بنطلون الجينز، الذي ارتداه أبوعصام تحت معطفه الطويل، وتجليات الدخول الأمريكي لهذه الدراما قد تأخذ أشكالا متعددة كأن يقرر أبو حاتم إضافة القهوة الأمريكية إلى قائمة مشروبات المقهى، أو نرى عصام يأكل همبرغر مكدونالدز فيغضب أبوه و ندخل بمشهد حزين ومؤثر ومحاضرة تاريخية عن أصالة وتاريخ «الكبة» و«الشاكرية».

طبعا يمكن استغلال ماكياج سيدات وبنات الحارة لصالح رعايات تجارية للمسلسل من خلال الاتفاق مع شركات مثل «لوريال» الفرنسية وغيرها، فقد تتحدث أم عصام مع أم حاتم عن مستحضر يزيل التجاعيد وتحمل علبة منه مع إظهار الماركة، أو يتفاجأ أبو بدر بعد مغص شديد ووجع في المعدة أن وصفة المعلم خاطر بشرب «السفن أب» مفيدة .. وهكذا.

باختصار، أنا لا أسخر من المسلسل بقدر ما أحاول تقمص روح القائمين عليه وهم يؤلفونه وينتجونه، ومع ذلك ما زلت عاجزا عن الوصول إلى حواف إبداعهم السوريالي حتى!

التغريبة الإسرائيلية!

عشق معتز لليهودية، مع كل هذا الجدل حول مسلسل آخر هو «حارة اليهود» وذهاب كثير من المعلقين إلى أن في الأمر مؤامرة تطبيعية، موضوع مشوق جعلني أستمر في متابعة ما تيسر لي من أحداث في «حارة اليهود». مع متابعة متصيدة للأخطاء التاريخية.

العمل دراميا فيه قصة جديدة ومبتكرة، والخلفية التاريخية أرض خصبة لوضع أي رسائل من أي نوع، والمتلقي مسلوب الوعي بفعل غياب المنطق عن واقعه، لذا فهو أكثر من جاهز لتلقي الرسائل والتفاعل معها.

ومن هنا، وإذا افترضنا وجود مؤامرة «درامية» لتطويع عقل المشاهد العربي وتغيير معطيات وحقائق التاريخ لديه، فإنني لا أستغرب والحال كذلك، أن نشهد في أي رمضان مقبل، عملا تاريخيا دراميا بعنوان «التغريبة الإسرائيلية»!!

أحلام «الزعيم» التي لا تنتهي

.. ولا تزال فقاعة الزعامة عند عادل إمام تتضخم، في عمله الذي يحاول مع يوسف معاطي فيه إعادة كتابة تاريخ «ثورة يناير» المصرية من جديد، وبما يتناسب مع أحلام عادل إمام وواقع مصر الحالي في الوقت نفسه، فيتبين لنا أن مصر كلها ما كانت لتقوم لولا نهضة وعزيمة الدكتور فوزي جمعة، كما يتبين لنا أن تيارات اليمين وصولية انتهازية، وتيارات اليسار منحطة وبلا أخلاق، أما الوسط بكل أطيافه فهو دوما بحاجة في مصر إلى بطل مثل فوزي جمعة.

في رمضان المقبل أيضا، قد نشهد دراما جديدة لعادل إمام، تضعه في الأمم المتحدة، أمينا عاما مثلا، ويحاول بتعابير وجهه المعروفة والمكررة منذ «شاهد ما شفش حاجة» أن يحل أزمات العالم.

هل يتسع كوكب الأرض لأحلام الزعيم؟

أجمل ما في عمر الشريف أخطاؤه

رحل عمر الشريف، ولا أخفي أني أشفقت على الرجل من نهاية حزينة وموجعة كتلك، فقد مات وحيدا وهو من هو، مريضا بالخرف.

كل ما كتب عن مناقب الفقيد، ضرورة نتقنها نحن العرب وهي خدمة نؤديها لأشخاص لم يعودوا مهتمين بأي قول والسبب أنهم موتى.

أتفهم تعاطف المعجبين، وخصوصا المعجبات من الجيل الذهبي للنجم العالمي الراحل، لكنني لا أستطيع أن أنسى أن الرجل، وحسب قراءات أكثر موضوعية، لم يكن حملا وديعا أيضا في حياته، ولعل تشبيه الصديق والزميل سامح محاريق هو الأكثر دقة حين قال، إن أجمل ما في عمر الشريف أخطاؤه!!

قرأت من ضمن ما قرأت أن الراحل إدوارد سعيد، كتب في سيرته الذاتية عن بلطجة عمر الشريف، وأن إدوارد سعيد نفسه كان ضحية بلطجة الولد المتنمر الشقي في المدرسة في الاسكندرية.

في كل الأحوال، ترك الرجل ما يكفي من رصيد فني ليصبح في مكانة مميزة في تاريخ السينما العالمية.

أوبريت عيد الكذب

وعلى أبواب العيد، تستعد الفضائيات الأغنية الشهيرة نفسها.. كلازمة لكل عيد.

وأنا في كل عيد، وأمام كل فانتازيا الكذب التي يشهدها واقعنا المرير، أتذكر دوما تلك اللوحة الإبداعية الأوبريتية من مسرحية «غربة» لنهاد قلعي ودريد لحام وباقي مجموعة النخبة، وأقصد لوحة «أوبريت عيد الكذب».

وأردد.. (يلا نبدا العيد يلا… ما فينا نبدأ قبل ما تيجي الحكومة).

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى