منوعات

مسحراتي مسيحي يوقظ المسلمين على السحور في عكا

يتطوع المسحراتي ميشيل أيوب لإيقاظ أهالي البلدة القديمة بمدينة عكا الفلسطينية خلال رمضان من كل سنة.

وقبل بزوغ الفجر يقوم ميشيل، وهو مسيحي عربي، يوميا بارتداء ملابس فلكلورية تراثية ويحمل طبلته ليوقظ المسلمين بغية تناول سحورهم مستعينا بأناشيد رقيقة ألف بعضها، وحفظ بعضها الآخر من الفضائيات العربية.

ويرى أيوب أن عمله كمسحراتي يهدف إلى خلق أجواء رمضانية جميلة في القرية، وإلى إدخال البهجة والسرور على الكبار والصغار من مسلمين ومسيحيين.

وقال أيوب “رغم كوني مسيحيا أشعر دائما أن هذا الشهر الفضيل له احترامه ومكانته وأنه يضفي على قريتي أجواء خاصة، ولكني كنت أشعر أيضا أن هنالك شيئا ينقص هذه الأجواء وأن المسحراتي مفقود، فقررت أن أحييه خاصة أن الله منحني الموهبة والصوت الجميل”. وأضاف “عندما سألت نفسي لماذا وأين اختفى المسحراتي؟ ولماذا سارع المسلمون إلى استبداله بالمنبهات الإلكترونية؟ وجدت أنه يمكنني المساهمة في إعادة إحياء هذا الموروث الجميل”.

وكانت المسلسلات مصدر إلهام لميشيل الذي أعجب بدور المسحراتي في بعضها، فقرر خوض تلك التجربة منذ سنوات ولاقت مبادرته ردود فعل إيجابية وجميلة لدى أبناء القرية. ويحفظ ميشيل آيات قرآنية ويتغنى ببعض الأذكار في جوف الليل ليوقظ المسلمين بقوله “يا نايم وحد الدايم” في شوارع المدينة التي ولد فيها، وكانت الأجواء الرمضانية فيها دافعا إلى تطوعه للقيام بهذه المهمة منذ ثماني سنوات تقريبا.

ولا يتقاضى ميشيل أي مقابل عن عمله كمسحراتي في عكا وهو ما جعل سكانها والقرى المجاورة يحترمونه ويقدرون ما يقوم به، ما يعكس التسامح والتعايش السلمي اللذين يجمعان المسيحيين والمسلمين في فلسطين. ويشعر ميشيل بسعادة عارمة عندما يسمع دعوات الخير من الناس وهم يستيقظون على صوت طبلته وأناشيده الدينية، ويشير إلى أنه لا يستطيع تلبية جميع دعوات الإفطار التي توجه له في رمضان لكثرتها.

المصدر : العرب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى