منوعات

أكثر اختفاءات العصر الحديث غرابة وغموضاً

يحمل التاريخ العديد من الألغاز التي لم تُحَل حتى اليوم رغم التقدم العلمي والبحثي المتسارع، كحوادث الاختفاء الغامضة التي لم يعرف مصير أصحابها بعد مرور أعوام وقرون على حدوثها.

ويعتبر حادث اختفاء طاقم السفينة “ذا ماري سيليست” واحداً من أكثر الحوادث غموضاً. وظهرت السفينة فجأة بعد أقل من شهر من إبحارها في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) العام 1872 خاوية على عروشها، على بعد 640 كيلو متر من الجزيرة البرتغالية أزوريس.

وأبحرت “ذا ماري سيليست” من نيويورك في السابع من نوفمبر من العام نفسه بقيادة بينيامين بريغز مع زوجته وأولاده الإثنين وطاقم السفينة المكون من ثمانية أفراد، ثم ظهرت بعد أقل من شهر على إبحارها بلا أي عيوب وبكامل عتادها ومؤنها إلا قارب إنقاذ مفقود.

ولم يعرف حتى الآن أسباب خلو السفينة من أي مظاهر للحياة أو الموت، أو أسباب اختفاء الطاقم، رغم النظريات والتحقيقات التي انطلقت من يوم العثور عليها وحتى يومنا هذا.

وحمل القرن الـ20 حادث غامض جديد، بعدما اختفى متسلقي الجبال جورج مالوري وأندرو إيرفين أثناء رحلتهم إلى قمة جبل إفرست.

وذهب المتسلقان في الرابع من يونيو العام 1924 بنية الحصول على لقب أول الواصلين لقمة الجبل الشهير، ووصلوا بالفعل لارتفاع 245 متر بحسب شهود عيان، إلا أنهم اختفوا فجأة.

ورجع العديد من المتسلقين أن مالوري وإيرفين وصلوا لارتفاع 8,848 متر قبل أن يموتا معاً، إلا أنه في العام 1933 تم العثور على أداة التسلق الخاصة بـإيرفين على ارتفاع 8,564 متر.

وتم العثور على رفات بشرية في العام 1999 قيل إنها للمتسلقين، لكن لم يتم التأكد حتى الآن ماذا حدث لهم، وترى العديد من النظريات أن الإثنين ماتوا من جراء عاصفة ثلجية.

وتكرر الأمر مع أسطورة الطيران إميليا آيرهارت، التي جاءت شهرتها من كونها أول امرأة تطير حول العالم، وتعبر الأطلنطي في رحلة من دون توقف في العام 1932، ورحلة أخرى بمفردها من هونولولو إلى هاواي وأوكلاند في العام 1935.

وفي يوم الثاني من يوليو العام 1937 انطلقت آيرهارت مع مساعدها فريد نونان في رحلتهما الأخيرة، لتختفي طائرتهم في اليوم نفسه فوق المحيط الهادئ في طريقها إلى لمحطتها الأولي جزيرة هولاند.

واستطاعت آيرهارت أن تجري اتصالاً مع قارب خفر السواحل الأميركي الذي كان يتابع مسارها، لكنها لم تستطع رؤيته أو الجزيرة على الإطلاق، بحسب التسجيل الأخير لها. لتبدأ عملية بحث شارك فيها خفر السواحل والبحرية الأميركية استمرت لعدة أيام من دون العثور على أي أثر للطائرة أو لآيرهارت ونونان.

وأطلقت السلطات بعدها عملية بحث واسعة صنفت الأغلى والأكبر في تاريخ الولايات المتحدة وقتها، والتي انتهت بعد أسبوعين من الاختفاء الغامض. تاركة سؤالاً من دون إجابة أين ذهبت آيرهارت؟.

ولم يمر أكثر من ثماني سنوات على اختفاء آيرهارت إلا واختفت مجموعة طائرات حربية في حادث عرف باسم “اختفاء السرب 19” في العام 1945.

خرج سرب القاذفات في مهمة تدريبية عادية بقيادة الملازم أوّل تشارلز تايلور الساعة 2:10 بعد الظهر اليوم الخامس من كانون الأول (ديسمبر) العام 1945 ليختفى من على شاشات الرادار في المنطقة الواقعة فوق مثلث برمودا إلى الأبد وبلا أي أثر لحطام الطائرات الخمس أوأفرادهم البالغ عددهم 14 شخصاً.

ولم تكن هذه النهاية، فعند إرسال طائرة البحث التي تحمل على متنها 13 فردا من البحرية الأميركية، اختفت هي الأخرى ومن دون أي أثر. وأصبح حادث السرب 19 وطائرة الانقاذ واحدا من الألغاز التي يربطها البعض بمثلث برمودا، حتى أن المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ افتتح فيلمه “لقاءات من النوع الثالث” في العام 1977 بمشهد العثور على السرب المختفي، واختتم الفيلم بمشهد عودة طياريه إلى الأرض من سفينة الكائنات الفضائية.

وفي يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر) العام 1971 أقلعت الطائرة بوينغ 727 من بورتلاند متوجهة إلى سياتل وعلى متنها دان كوبر الذي توجه إلى إحدى أفراد طاقم الطائرة و أبلغها بأنه يحمل قنبلة في حقيبته.

وأمر دان كوبر، الذي عرف بعد ذلك في وسائل الإعلام باسم دي بي كوبر، قائد الطائرة بالتوجه إلى مطار سياتل-تاكوما وهناك طالب بفدية بلغت 200 ألف دولار ومظلة “باراشوت”. ليأمر الطيار فيما بعد بمعاودة الإقلاع مرة أخرى والبقاء على ارتفاع 10 آلاف قدم، ثم قفزمن الطائرة فوق المحيط الهادي مع أموال الفدية واختفي إلى الأبد.

وبعد تحقيقات وعمليات بحث مكثفة استمرت مدة طويلة لم يعرف حتى الآن مكان أو هوية دي بي كوبر، وذهبت نظريات إف بي آي إلى أنه لم ينجو من الهبوط، وأعلنت انتهاء التحقيقات العام الحالي.

المصدر : الحياة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى