منوعات

مطعم ” كوكب الزُهرة ” للنساء فقط في الأردن

بعد أن عادت الأردنية حلا العطيات من مدينة جدة السعودية، حيث كانت تقيم، تقدمت إلى أكثر من شركة ومؤسسة للعمل لكنها لم تجد بغيتها فيها جميعا، وطرأت على ذهنها أكثر من فكرة مشروع، ولكنها وجدت أن جميع تلك الأفكار تقليدية وموجودة في أكثر من مدينة أردنية وقد تخفق إذا نفذت إحداها.

وظلت الأفكار تطاردها والعطيات تطردها إلى أن عثرت على فكرة افتتاح مقهى خاص بالنساء لا يدخله الرجال ولا الأراجيل ولا السجائر ولا تقدم فيه إلا المشروبات والمأكولات الصحية، وموظفاته من النساء أيضا.

وقالت حلا في تصريح لـ“العرب” إنها صممت ألا تبدأ بتأسيس مشروعها حتى تجد اسما مناسبا له يجتذب النساء فاهتدت إلى اسم “كوكب الزهرة”، إذ اقتبسته من كتاب مشهور قرأته (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)، فكوكب الزهرة هو كوكب الإناث بلا منازع.

وأضافت أنها بعد عودتها إلى الأردن من جدة تقدمت إلى الكثير من الوظائف في بعض الشركات والمؤسسات ولم تجد مبتغاها على الرغم من مؤهلاتها، وبعد مرور عام قررت أن تتحول من باحثة عن وظيفة إلى صانعة لها، وأرادت تطبيق النظريات الأكاديمية على أرض الواقع وأن تبدأ مشروعا يضع بصمة في عالم المشاريع الصغيرة ويخدم المجتمع وتحديدا فئة لم تستهدف من قبل، وهي فئة النساء المحافِظات وغير المدخنات.

وفكرت العطيات باختيار موقع مناسب لإقامة مشروعها يكون قريبا من العاصمة عمان والمدن المحيطة بها، وسرعان ما اهتدت إلى موقع قرب جامعة عمان الأهلية على طريق السلط، متميز بكثرة الأشجار، ووفود المتنزهين الدائم عليه، كما أنه قريب من المناطق السكنية في السلط والفحيص وصويلح والمناطق الحديثة حولها كالسرو والكمالية وكذلك عمّان الغربية، فضلا عن إطلالته على الشارع الرئيس مما يسهل على المرتادين الوصول إليه بالمواصلات العامة.

لم يكن مشروع مقهى “كوكب الزهرة” بالنسبة إلى العطيات مشروعا استثماريا وتجاريا، ولكنه كان قصة نجاح أكثر من ذلك، فقد تحصلت الشابة الأردنية في السابق على جائزة أفضل طالبة من الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور بماليزيا، وعملت معيدة ثم محاضرة لمواد الإدارة الاستراتيجية وإدارة العمليات وبحوث العمليات الكمية ومبادئ الإدارة، وحصلت على شهادات دولية في إدارة الجودة وإدارة سلاسل التوريد، ومؤشرات الأداء.

وأوضحت حلا “وجدت أن السيدات والآنسات يحتجن إلى مكان يجتمعن فيه بأجواء آمنة، يتناولن فيه الطعام أو يتحدثن ويجتمعن مع صديقاتهن في بيئة تراعي الخصوصية وتؤمن لهن متنفسا مريحا وفعاليات ثقافية متنوعة، بالإضافة إلى ضرورة تصحيح مفهوم ‘الكافيه’ بحسب تعريفه العالمي أن يكون مكانا للقاء وتبادل المعلومات والثقافة والتعارف بين الأفراد أو إنجاز الأعمال، وليس مكانا لتدخين الأرجيلة والسجائر، ووفرت لهن الطعام الخالي من الدهون والمقليات والمنكهات وهو ما تطلبه الفتيات اللواتي يحافظن على رشاقتهن أو يتبعن برامج غذائية معينة”.

وأكدت أنها أرادت أن يكون مشروعها “ملتقى الذواقة من سيدات المجتمع وآنساته اللاتي يجمعهن حب التميز والعيش بأسلوب عصري وصحي، وإيجاد المكان الأمثل للسيدات للتمتع بأوقاتهن والالتقاء مع الصديقات أو إنجاز أعمالهن في بيئة متميزة”، ويتم فيه تنظيم فعاليات ثقافية تهم المرأة الأردنية بطرق مبتكرة وإبداعية.

وتقضي حلا، حاليا، قرابة 12 ساعة يوميا في المقهى تمارس الأعمال الإدارية والتخطيطية لشؤون الموظفات والمشتريات والحسابات والتسويق والعلاقات العامة والأعمال التنفيذية في المطبخ والصالة ومراقبة جودة المأكولات وجودة الخدمة ورضا الزائرات واقتراحاتهن.

وهي لا تنسى دعم أفراد عائلتها لفكرتها وخصوصا والداها اللذان كان لتشجيعهما ودعمهما “أكبر الأثر على نفسي والذي دفعني إلى المضي قدما وتحمل جميع الصعاب”، كما تقول.

المصدر : العرب 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى