تطورت أساليب تحقيق الشرطة في معرفة الجناة عبر العصور، حيث إنه قديما كانت وسائل الإثبـات تقـوم على تحليلات شخصيـة قد تكون صحيحة أو لا، وبعدها كان الكهنة هم من يتولون التحقيق فيستخدمون أساليب تحقيق تعتمد على السحر والشعوذة.
وفي العصور الوسطى، كان التعذيب هو الوسيلة المثلى للحصول على اعتراف الجناة بارتكابهم الجريمة، ثم تطور الأمر بعد قيام الثورة الفرنسية حيث تم استحداث أساليب علمية يستعين بها المحقق في التحقيق، وبدأ منذ ذلك التاريخ العمل على تطوير نظام التحقيق الجنائي، وتم إنشاء المعامل العلمية والمعاهد الجنائية التي يمكنها رفع البصمات وتوضيح بعض الأدلة الجنائية.
واستمرارا لتطوير وسائل الكشف عن الجناة، قام عدد من الخبراء في علم الوراثة بجامعة King’s College London باختراع تقنية جديدة يمكن للشرطة بواسطتها تحديد لون وطول وسن الجاني من خلال تحليل الحامض النووي لأصغر بقعة دم يمكن الحصول عليها في مسرح الجريمة.
وبعد أن كانت الشرطة قادرة فقط على إجراء تطبيق للحمض النووي على سجلات المجرمين الموجودة بالفعل في قاعدة البيانات الوطنية، إلا أن هذا الابتكار سيمكنهم أيضا من رسم ملامح وجه الجاني كاملة، حيث إنه سيساعد الشرطة في معرفة ما إذا كان الجاني أسود أم أبيض، وكذلك سيمكنها من معرفة لون شعره وعينيه بالإضافة إلى طوله وعمره، حتى إذا لم يكن هناك شهود على الجريمة، حيث إنه من خلال تحليل جزيئات الحمض النووي، يمكن أن تحصل الشرطة على شكل الوجه، والخصائص الفيزيائية كاملة.
وأشار الخبراء إلى أن كل اختبار سيتكلف نحو 700 جنيه إسترليني، ويمكن أن يستغرق نحو 10 أيام، مشيرين إلى أن لديهم أملا في تخفيض تكلفة الاختبار وتسريع مدته في غضون سنتين.
وطن اف ام