منوعات

سوريون يعتصمون في مركز للجوء في الدنمارك بسبب التأخير في منحهم الإقامة

نريد أن نعمل.. والأيام والشهور تمضي دون أن نعرف مصيرنا هكذا يصف ” جعفر طعان ” حاله هو وعدد من الشبان السوريين والفلسطينيين السوريين في مقر للهجرة في جزيرة يولاند في الدنمارك، فبعد مرور سبعة شهور على وجودهم، أجرى مركز الهجرة الدنماركي مع جعفر ورفاقه مقابلات لكنهم لم يتلقوا أي قرار بالحق لهم بالإقامة في الدنمارك كغيرهم من السوريين الذين مُنحوا الإقامة وحق العيش في البلاد.

جعفر طعان من مواليد محافظة إدلب، كان يعمل سائقاً على سيارة أجرة لنقل الخضروات من دمشق إلى إدلب، يقول: كغيري من السوريين الذين ضاقت بهم السبل بعد اندلاع الثورة، وبحسب طبيعة عملي لم أتمكن من البقاء داخل سوريا، وبعد صعوبة الحصول على لقمة العيش، قررت سلك طريق الهجرة مرورا بلبنان والجزائر وتونس وليبيا عبر طريق الصحراء، وعبر قوارب الموت حطت رحالي في الدنمارك.

لم يكن أمام جعفر ومن معه إلا أن يعتصموا أمام المقر، الذي يعتبر مسكناً لهم، رافعين عبارات تطالب بتسريع إجراءاتهم ومعاملاتهم في الحصول على الإقامة ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع، والبدء في تعلم اللغة وممارسة أعمالهم و جلب أسرهم التي لا يزال البعض منها داخل سوريا، والآخر في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة.

أبو محمد يشتاق لابنه الصغير الذي لا يتجاوز الأربع سنين، حيث لا يزال في لبنان ينتظر المجيء إلى والده، ودائما يطلب من أمه أن تأخذه إلى أبيه، ويبقى أبو محمد خائفا على أسرته بسبب سوء الوضع في لبنان.

وفيما إذا كان هناك سبب يحول دون حصـــــولهم على الإقامة، أجاب جعفر ورفاقه: أرسلنا رسائل عن طريــــق الصليب الأحمر لدائرة الهجــــرة، لكن دائما ما تأتينا الإجابة بأن الأسباب غير معروفة، وأن الملفات قيد الدراسة.

تعرف الدنمارك بأنها واحدة من الدول التي تستقبل المهاجرين في أوروبا وتتميز بسرعتها في إجراء المعاملات، إلا أن هؤلاء الشباب يعتبرون أن مكان إقامتهم يعرف عند جميع اللاجئين «بالمنفى» أي كل من يأتي إليه لا يحصل على إقامته بالوقت المحدد.

بالرغم من قساوة البرد والمناخ، يستمر جعفر وممن معه من المهاجرين بالبقاء خارج المسكن حتى تتحقق مطالبهم، فهم معتصمون منذ أكثر من أسبوع، بحيث لم يذهبوا لحضور الحصص المخصصة لهم في تعلم اللغة وما يترتب عليهم من واجبات.

وبحسب وصفهم للمكان، فهو أشبه بغابة بحيث يبعد عن أقرب مدينة قرابة عشرة كيلو مترات، فالمبالغ المالية المخصصة لهم لا تكفي حاجياتهم الأساسية، وجميع من يسكن فيه هم من المهاجرين، وهذا ما يجعلهم معزولين عن المجتمع المحيط بهم، فالمسكن مكون من غرف لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار مربعة وبداخلها شخصان أو ثلاثة والحمامات والمطبخ مشتركة بين جميع المهاجرين.

لم يستطع جعفر الذهاب هو وأصدقاؤه لمخاطبة دائرة الهجرة الرئيسية في العاصمة كوبنهاغن، فجميعهم جدد في هذا البلد ولا يعرفون أي طريق أو معلومات عنه، وهذا ما يصعب عليهم التواصل مع المعنيين بشكل مباشر، فالمسؤولة المشرفة على المركز لم تستجب لمطالبهم وتكتفي بإلقاء اللوم على دائرة اللجوء حسب قولهم.

يقول جعفر: «تفاجأنا بحظر موقع الفيس بوك يومي السبت والأحد الفائت عن طريق شبكة الإنترنت الموجودة في المركز، وذلك بعد نشرنا لصور اعتصامنا وبعض الفيديوهات التي تحكي واقعنا»، لكن لا بد من الإشارة إلى أن الأعداد المتزايدة للسورين تبقى هي السبب الرئيسي في تأخر الإجراءات غالبا لدى الكثير من طالبي اللجوء في معظم الدول الأوروبية.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى