يذهب الفيلم الأميركي الجديد “أميرة و سام” بعيدا في الاقتراب من معاناة اللاجئين العرب في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، عبر حكاية تبدو للوهلة الأولى كوميدية عاطفية وسرعان ما تأخذنا إلى عوالمها المشبعة بالسوداوية والألم والحزن.
فيلم يتجاوز القشرة الهشة والمتعمدة في إعطاء المشهديات الأولى، الطابع الرومانسي الكوميدي من خلال حكاية الشاب “سام” العسكري السابق الذى يعود إلى بلاده بعد رحلة مشبعة بالتعب والمواجهات الصعبة ليلتقي بصديقه في ذات الوحدة المترجم العراقي “بسام “، في الحين ذاته يلتقي بابنة شقيق هذا المترجم وتدعى “أميرة” والتي كانت قد وصلت لتوها من العراق.
وتتطور العلاقة بينهما إلى حب وإعجاب مقرون بالاحترام للآخر والاقتراب من ظروفه، وتمضي العلاقة حتى اللحظة التي يأتي فيها أمر الجهات الرسمية في الولايات المتحدة بترحيل “أميرة” لأنها مقيمة بطريقة غير شرعية.
وعندها يتفجر الألم وتغلق جميع الأبواب، وهنا نكون أمام الهدف الذي يريده الكاتب والمخرج شون مولين الذي تعود من خلال أعماله السابقة، صنع ذات المصيدة لجمهوره ليورطهم بكم هائل من الحكايات التي ترصد معاناة وألم الآخر، الذي يعيش معهم ويتحرك حولهم ويتقاسم معهم الحياة بكل تفاصيلها اليومية.
فيلم “أميرة” من نوعية الأفلام التي تعالج موضوعا في غاية الأهمية، حيث يتم تسليط الضوء على معاناة المغتربين والذين قدم ذووهم الكثير من الخدمات الكبرى للأمن القومي في الولايات المتحدة ليجازى الأبناء والأقرباء بالجحود.
ولهذا يلقى الفيلم كثيرا من الكتابات النقدية التي تشيد بحرفية الكتابة وبراعة التمثيل ومعايشة الشخصيات بكافة تفاصيلها، وبالذات من قبل النجمة الأميركية ذات الأصول العربية “دينا الشهابي” التي قدمت شخصية “أميرة” وأيضا الممثل “مارتن ستار” بدور الشاب “سام ” والممثل “ليت نكلي” بدور “العم المترجم ليث”.
ويمكن القول بأن جملة الشخصيات بلغت مرحلة متقدمة من معايشة الشخصية حتى بات المشاهد يشعر كأنه أمام شخصيات حقيقية تعيش أزمة ومعاناة الكثير من اللاجئين العرب والمسلمين التي اضطرتهم الظروف في بلادهم للهجرة إلى عوالم الغربة.
وطن اف ام