قال المخرج الفرنسي إيف بواسيه إن “الفن لا يستطيع أن يغيّر وجهة نظر شعب كامل تجاه قضية معينة”، في إشارة إلى النظرة العنصرية التي يعاني منها العرب والمسلمون في فرنسا في أعقاب حادث “شارلي إيبدو”.
وأوضح المخرج الفرنسي، في ندوة بمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، اليوم السبت، أن على الدول العربية أن تقوم بدورها لتصحيح الصورة لدى العالم، عن طريق إنتاج الأفلام التي تحارب الإرهاب وتنقل وجهة نظر صحيحة عنهم للغرب.
ويرأس إيف بواسيه لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بالمهرجان في دورته الثالثة التي تختتم اليوم، ونوه في الندوة إلى أنه بالرغم من أن الأفلام جيدة المستوى، إلا أن ما أحزنه كان عزوف الجمهور في الأقصر عن مشاهدتها، واقتصار إقبال الجمهور على الأفلام المصرية، مثل “الفيل الأزرق” و”بتوقيت القاهرة” و”ديكور”.
وأكد بواسيه أن أعماله تهدف بشكل رئيسي إلى معالجة أمور حساسة بالنسبة للدولة والمؤسسات، مشيراً إلى أنه دائماً ما يقابل بالعراقيل التي تضعها فرنسا أمام أعماله، حيث يعتبر نفسه من أكثر المخرجين الفرنسيين الذين تفرض عليهم قيود، وأنه يواجه مشكلات كثيرة مع الرقابة بسبب تبنيه وجهة نظر مخالفة لتوجهات الحكومة التي تمول الأفلام بشكل أو بآخر وهو ما يجعلها متحكمة بشكل كبير في صناعة السينما.
وضرب بواسيه مثالاً على كلامه بواقعة فيلم يدور حول العنصرية ضد العرب، وقامت الرقابة بمنع عرضه لمَن هم أقل من 18 عاماً، وهو ما أنتج خسارة فادحة لمنتج الفيلم لوضعه في تلك القائمة، وبعد جدال ونقاش، وفي محاولة لتدارك الموقف، جرى قصر عرض الفيلم على مَن هم أكبر من 12 عاماً.
أما عن علاقته بالسينما المصرية، فقال إن وجود السينما المصرية في فرنسا نادر نوعاً ما، ولكنه يعرف بعضاً من الأفلام المصرية، وعلى رأسها أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، مؤكداً أنه تعامل معه بشكل شخصي، كما شاهد فيلم “عمارة يعقوبيان”.
وفي رد منه على سؤال حول إمكانيه اتجاهه لتقديم أفلام تجمع الثقافة المصرية والفرنسية، أوضح أنه بدأ كتابة فيلم عن عالِم المصريات الفرنسي الشهير شامبليون، معتبراً العمل جسراً للتواصل بين البلدين، “حيث إن شامبليون ارتبط بصداقة مع المصريين عندما نجح في فك رموز حجر رشيد الذي أمكن بعده فك رموز اللغة المصرية القديمة”.
وطن اف ام