منوعات

زفاف مصري بسخرية داعشية

في حفل زفاف شاب وفتاة مصرية من محافظة المنوفية (بدلتا النيل، شمال)، شاهد المدعوون نموذجا لقفص حديدي، ليتخيل معظمهم أنه يرمز لقفص الزواج، الذي يستخدم في العبارة المتداولة “هل هناك عاقل يترك حرية العزوبية ويدخل بقدمه إلى قفص الزواج”، قبل أن يفاجؤوا مع بداية الزفاف أن القفص له علاقة بمشهد قفص إعدامات تنظيم “داعش” الأخيرة.

حيث دخل العروسان، أحمد وشيماء، إلى قاعة الزفاف على أنغام نشيد داعش “صليل الصوارم”، وجلسا في حفل الزفاف وقد رسما علامات الحزن على وجهيهما، قبل أن تقوم مجموعة ترتدي أزياء شبيهة بأزياء داعش، باصطحابهما إلى داخل نموذج لقفص شبيه بأقفاص إعدامات داعش، ليصمتا للحظة، قبل أن يواصلا الرقص بصحبة هذه المجموعة.

وانتشر فيديو لحفل الزفاف على مواقع التواصل الاجتماعي، ليثير حالة من الجدل بين من يشيد بروح المصريين الساخرة في مواجهة تنظيم داعش، وبين من يرى أن هذا التجسيد قد يسبب ضيقا لمن مات أقرانهم أو أبناؤهم في أقفاص إعدامات داعش.

يعرف الصليل لغويا أنه صوت السيوف، بينما الصوارم تعني القاطعة والحادة جدا، وتستخدم الكلمتان ومعناهما “صوت السيوف القاطعة والحادة” عنوانا لنشيد داعش الذي يظهر كخلفية في كل عمليات الذبح.

وفي تصريحات خاصة للأناضول، مال محمد فهمي، أخصائي الطب النفسي بوزارة الصحة، إلى “الإشادة بهذه الروح الساخرة”، رافضا وصفها بـ “الانهزامية” أو “اللامبالاة”.

وقال فهمي: “سخرية المصريين هي نوع من الصحة النفسية، فنحن نضحك حتى لا نبكي، ونسخر حتى لا نيأس، ونمرح حتى لا نصاب بالاكتئاب، وهذه عبقرية من المفترض أن نُحسد عليها”.

وعرف المصريون استخدام السخرية في أحلك الظروف للتعايش مع الألم وترويضه، وكانت السخرية حاضرة في مواقف كثيرة أقربها تجاهل الرئيس الأسبق حسني مبارك للمطالب الشعبية برحيله إبان ثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011، حيث امتلأ ميدان التحرير بوسط القاهرة حينها بلافتات تحوي تعليقات ساخرة.

الأناضول _ وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى