“الوطن غالٍ” عنوان فيلم وثائقي يكشف عن معاناة تركمان اللاذقية، جراء انتقام النظام السوري العنيف لمن يخرج عن طاعته، فقصف منطقة “باير بوجاق”، ولا يزال على مدار أكثر من عامين، بمختلف أنواع الأسلحة برًا، وجواً، وبحرًا حيث يتناول الفيلم مأساة التأقلم مع الحياة، في ظل ظروف قاسية، أعاد النظام معها الحياة إلى عصورها البدائية ويجسد حياة القرويين التركمان البسطاء، تحت وقع صوت تساقط القذائف، وفقدان مقومات الحياة، ليخبزوا خبزهم على التنور ، معتمدين على الحطب وجلب المياه من الآبار.
وفي نفس الفيلم، يقول العم أبو صلاح إن 20 عائلة غادرت الجبال الخضراء التي كانت تعج بالحياة، ومن بينهم 8 من أبنائهم، ولم يبق في قرية “بونجوقلو”، إلا هو وزوجته، يتدبران قوت يومهما وحدهما و أن من يأتيه، ومن يقدم لهم المساعدات يسأله كل مرة، لماذا لا ترحل، فيجيبهم بصمود وتحدي بأن (الوطن غالٍ) وجميل، ولا يمكن أن يتركه أبدًا، في وقت فر منه كثيرون”، على حد تعبيره.
وأفاد مخرج وكاتب ومصور الفيلم الشاب “باسل” أن قصة الفيلم بدأت من واجب مساعدة الشعب السوري عمومًا، والتركماني المظلوم خصوصًا، و ذلك من قبل نظام الأسد، فالتركمان مهمشون، لذا فكر كثيرًا كيف يمكنه مساعدتهم ففكر فى القيام بالتصوير وأوضح أن هناك صعوبات من عدة نواحي أعاقت عمله.
و قال “باسل” إن “الفيلم أبكى أغلبية الناس الذين شاهدوه، حيث اختلط حنين الوطن والفرح بأول فيلم يحكي عن واقعهم المرير.
وباسل أربر من مواليد عام 1986 في اللاذقية، ويدرس في السنة الأخيرة بجامعة أنقرة قسم الإعلام علاقات عامة، ويعمل كمصور فوتوغرافي متعاون، وله أعمال أخرى.
ويقدر أعداد التركمان في سوريا بنحو 3 ملايين، بحسب أحزاب سياسية تركمانية، ينتشرون في أغلب المحافظات السورية، فيما تعد منطقة باير بوجاق، من أوائل مناطق التركمان التي ثارت بوجه النظام، وخضعت لسيطرة المعارضة، منذ صيف 2012.
وطن اف ام