تتزامن الدّورة الـ31 من معرض تونس الدّولي للكتاب الذي افتتح يوم 27 آذار/ مارس الماضي مع ما شهدته تونس مؤخرا من أحداث إرهابية، طالت متحف “باردو” الوطني، وراح ضحيتها 24 قتيلا، من بينهم 21 سائحا من مختلف الجنسيات وجرح 46 آخرين.
ولم تكن الدّورة الحالية للمعرض الذي يختتم الأحد بمنأى عن المستجدات التي عرفتها البلاد، حيث إن بعض الأنشطة والندوات تناولت موضوع الإرهاب، كمسألة أساسية تعاني منها أغلب شعوب الأرض في هذه الحقبة الزمنية.
وأعلن المعرض في عدد من بياناته وندواته أن المبدعين والفنانين العرب والمشاركين متمسكون بالثقافة كإبداع ثقافي إنساني راق، وإضافة رفيعة إلى قيم السلم والحوار، وتقديسا للحق في الحرية، معبرين عن وقوفهم إلى جانب تونس في محنتها ورفضهم القاطع للعنف والإرهاب.
المشاركون في الندوات عبروا في أكثر من بيان عن رفضهم لظاهرة الإرهاب واعتبروا أنها “خطر لا دين له ولا جنسية ولا انتماء”، مشيرين إلى أن الإرهاب سليل عقليات التطرف والتأويلات المتحجرة التي لا تقوم على معرفة ولا على علم ولا على أخلاق.
مثقفون ومبدعون عرب رأوا أنه لا سلاح ضد العنف والإرهاب، إلا الثقافة والتربية وتنشئة الإنسان على قيم التسامح والحوار وقوة الحجة، لا على حجة القوة والعنف.
وحل كل من الشاعر السوري أدونيس والروائية المصرية نوال السعداوي ضيفا شرف على الدورة الـ31 لمعرض تونس الدولي للكتاب.
وقالت هادية مقدم، عضو الهيئة التنظيمية لمعرض الكتاب في تصريح لوكالة الأناضول إنه “على الرغم من الأحداث الخطيرة التي مست جانبا هاما من الثقافة والحضارة التونسية، إضافة إلى التأثير في الاقتصاد التّونسي بعد عملية باردو، إلا أنه كان لهذا الحادث انعكاس إيجابي”.
وأوضحت أن “الكثيرين تحدوا كل ذلك وأبوا إلا أن يأتوا إلى تونس ويشاركوا في هذه الدورة الاستثنائية، حتى إن عددا منهم أبدى رغبة كبيرة في زيارة المتحف الوطني بباردو والتعبير عن التضامن التام مع تونس″.
وأضافت مقدم في السياق ذاته أنه “تم منع عدد من الكتب ودور النشر من قبل إدارة المعرض (رفضت ذكر أسمائها)، على اعتبار أن منشوراتها تحمل دعوة إلى العنف والكراهية، وفي المقابل تم استقبال 270 دار نشر للمشاركة في معرض الكتاب و100 ناشر تونسي وقرابة 65 ناشرا مصريا وآخرين من لبنان وسوريا والأردن وغيرها، وكلها تشارك بـ113 ألف عنوان”.
ولفتت إلى أن إدارة المعرض أرادت أن تكون الدورة الـ31 دورة استثنائية، ذلك لأن دورة سنة 2013 ألغيت بسبب ما سجلته من تراجع كبير مقارنة بالدورات السابقة.
الأناضول _ وطن اف ام