أثار توضيح، نشره وزير مغربي على صفحته الشخصية على “فيسبوك”، تعقيبا على ما نشرته صحف مغربية حول إعادة الوزير هيكلة مكتبه وتأثيث “غرفة نوم” داخل المكتب، تعليقات متباينة بين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي.
واتهمت هذه الصحف (مستقلة) وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربي، عبد القادر اعمارة، بصرف مبلغ 3 ملايين درهم (نحو 300 ألف دولار أمريكي)، من المال العام، لتجهيز غرفة نوم بمكتب يخص العمل.
وخرج الوزير، يوم الأربعاء، عن صمته بعد مرور ستة أيام على الاتهامات المنشورة، من خلال تدوينة له على صفحته الرسمية على “فيسبوك” يكذب فيها الخبر.
ونشر الوزير صورتين لتلك الغرفة المكونة من سرير خشبي و حمام عصري، مرفقة بتفاصيل شرائهما، قائلا إن السرير لا يتعدى ثمنه ألف درهم (نحو 100 دولار) ولا يختلف عن باقي الأسرة الخشبية العادية التي توجد بمنازل المغاربة.
هذا السرير، حسب الوزير، لا يتجاوز ذلك الثمن، مضيفا أن الحمام بلغت تكلفته الإجمالية 3000 درهم (نحو 300 دولار).
وأبدى الوزير أسفه على ما أثير حول الموضوع، معتبرا أن سبب اقتنائه لغرفة النوم، يعود أساسا لقضائه لما يقارب 12 ساعة في مكتبه منذ الثامنة صباحا إلى غاية التاسعة ليلا.
وكتب اعمارة قائلا “أغادر بيتي في الصباح الباكر، ولا أعود إليه إلا بعد التاسعة ليلا ولهم أن يقارنوا ما أنجزته في سنة ونصف منذ توليت حقيبة الطاقة والمعادن و الماء والبيئة، وما أنجزوه هم في سنوات. علما أني أقوم بذلك دون من، فهذا واجبي تجاه وطني”.
وأثار رد الوزير على الموضوع عددا كبيرا من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، في ما بين منتقد ومشكك في الرد، وبين مؤيد ومشجع على صراحة الوزير.
وكتب الناشط المغربي عبد العزيز العبدي، على حسابه الشخصي على “فيسبوك”، مشككا في رواية الوزير، قائلا إنه “لا يمكن لهذا الدوش (الحمام) وهذا السرير أن يكونا بـ 3 مليون درهم، هذا واضح وجلي، والصحفي الذي أورد هذا الخبر بليد ولا تجربة ولا علم له بالحياة وتكاليفها…”
واعتبر العبدي أن الوزير لم يكن صادقا في التكلفة الحقيقية لهذا السرير والحمام قائلا “الوزير كذاب… حتى في الجوطية (سوق للأثاث المستعمل) لا يمكنك اقتناء سرير بهذا الشكل بالإضافة إلى إطاره الخشبي والذي يبدو بجودة عالية بـ 1000 درهم، قد يكون بـ 2000 أو 3000 درهم والحمام عدا المخدع الذي قد يكون ثمنه هو 3000 درهم فإن تجهيزه بالزليج وبموقد للماء الساخن وبالإنارة والأرضية سيكلف حوالي 10000 درهم.”
مضيفا أن “الوزير كذب في القيمة الحقيقية كما كذب الصحفي، طبعا دون أن يكشف لنا بنود وقانون صرف كل هذا، سواء القيمة المكذوبة أو الحقيقية…”
في حين اعتبر الصحفي المغربي أنس رضوان نشر الوزير للصور وتفاصل الحادث، أنها خطوة محمودة، وكتب على حسابه على “فيسبوك” قائلا “خُطوة الوزير اعمارة من خلال نشر صور وتفاصيل السرير والحمام الموجودين بمكتبه الوزاري، خُطوة محمودة. ولم يلجأ للمُراوغة والتداري..”.
واعتبر رضوان أن “التكلفة الإجمالية للسرير والحمام لا تكاد تتجاوز 4000 درهم، والمعلوم أن الوزير يقضي وقتا طويلا في مكتبه، وأحيانا قد يأتي إليه مباشرة بعد سفر طويل ويكون ملزما بعقد اجتماع أو لقاء بعد وقت قليل، وأظن أن منصب الوزير يفرض على صاحبه أن يكون في هيئة مقبولة ويتطلب منه تركيزا”
الأناضول _ وطن اف ام