رغم مشاهد الدمار والقتل والدماء اليومية، ورغم تعرض مختلف المناطق السورية للقصف والتدمير الممنهج، إلا أن ظهور قوس قزح امس على مختلف مناطق الشمال السوري في حلب وإدلب، أعاد للشباب السوري رومانسية كان يعيشها وتعيشه قبل الثورة.
بعد ظهر امس تعرضت مناطق الشمال السوري في ريفي حلب وإدلب لعاصفة مطرية غزيرة استمرت لساعتين تقريباً، ورغم الطقس الذي يعتبر سيئاً إلا أن سعادة السوريين عادة ما تولد في أوقات المطر عندما يشاهدون السماء متلبدة بالغيوم، الأمر الذي يعني إعاقة كاملة لطيران نظام بشار الأسد وتوقفه عن القصف تماماً.
وبعد انفراج الغيوم وظهور أشعة الشمس المنعكسة على ما تبقى من غيوم وقطرات ماء معلقة في السماء، ظهر قوس قزح في مختلف المناطق آنفة الذكر، ليخرج الشبان السوريون للتصوير بعد أن أرهقت كاميراتهم بتصوير مشاهد القتل والدمار، وبعد أن اشتاقت لتصوير شيء جميل.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مئات الصور لمناظر طبيعية يتخللها قوس قزح بألوانه الجميلة، بل إن كثيراً من ناشطي وإعلاميي الثورة السورية التقطوا صوراً تذكارية مع هذا القوس، ومنهم من سماه “قوس قزح” وبعضهم أطلق عليه “قوس الرحمن” أو “قوس الأمان”.
وعلى الرغم من اختلاف التسميات إلا أن ما نشر من صور يؤكد أن السوريين ليسوا من هواة الحرب والقتل والدم، بل هم من أرق الشعوب وأكثرها رهافة وحساً، وأن ما يحدث على الأرض السورية من جرائم لن يستمر مهما طال الزمن، فشعب أذهله جمال قوس قزح، ستنفره يوماً ما مشاهد الحرب وسيعمل على إطفائها بكل السبل.
كلنا شركاء – وطن اف ام
