انتشرت المدارس الخاصة في مدينة منبج بشكل كثيف خلال الفترة الماضية وخاصة بعد الإهمال الذي شهدته المدارس التابعة لنظام الأسد، حيث أصبحت المدارس والمعاهد الخاصة مصدر رزق إضافياً يسعى إليه المعلمون لإعالة عائلاتهم، مما دفع البعض منهم – وفق ما يقول الأهالي- إلى الإهمال المقصود للسلك التعليمي في المدارس التابعة للنظام، التي تعاني أصلا من سوء الخدمات وتحتاج إلى إعادة تأهيل لتكون صالحة لاستقبال الطلاب بالحد الأدنى.
مراسلنا في منبج شاهين محمد تحدث عن الواقع التعليمي في المدينة، وذكر أنّه توجد ثلاث مدارس حكومية في منبج وجميعها لم تعد صالحة لممارسة العملية التعليمية فيها، في الوقت الذي تتنافس فيه عشرات المدارس الخاصة في المدينة لجذب الطلاب.
وبحسب “محمد” تحظى المدارس الخاصة في منبج بالوقت الحالي بإقبال كبير من الأهالي الذين هم إجمالاً من الطبقة المتوسطة والغنية، ويرجع ذلك إلى تردي الخدمات التعليمية في المدارس التابعة لحكومة الأسد، التي تعاني من تدمير الشبابيك والأبواب إلى جانب عدم وجود حمامات للمياه، ويشير المراسل إلى شكاوى الأهالي من عدم اهتمام المدرسين في المدارس الحكومية، بهدف جذب الطلاب إلى المدارس الخاصة أو إلى منازلهم الشخصية لإقامة الدورات الخاصة..
وأضاف محمد أن لجنة التعليم في منبج هي المسؤولة عن كافة قطاعات التعليم الخاصة والعامة، وهي تراقب العملية التعليمية بشكل دوري إلى جانب تنسيقها مع لجنة التربية التابعة لنظام الأسد، وتصدر التراخيص من لجنة التربية والتعليم التابعة لقسد بالإضافة إلى وزارة التربية التابعة لنظام الأسد، وتُعتبر جميع هذه المدارس معترفاً بها بعد إصدار الرخصة المطلوبة من قبل نظام الأسد ولجنة التربية التابعة لقسد.
وعن مدى اقبال الأهالي على هذه المدارس والشروط الواجب توافرها لإنشائها، أوضح مراسلنا أن معظم القائمين على المدارس هم من الطبقة المتوسطة أو مجموعة من المدرسين يتشاركون في إنشاء المعهد، وهناك عدة شروط للتمكن من إنشاء مدرسة، أهمها مساحة ألف متر كشرط على إنشاء المدرسة إذا كان المخطط داخل مدينة منبج، وحددت 4000 متر للمبنى مع باحة بمساحة مئتي متر، إلى جانب توفر تصميم محدد للمدرسة يضم كافة الغرف، كما يجب طلب موافقة العائلات التي تقطن في المنطقة المراد التخطيط لإنشاء مدرسة فيها.
وتتضمن المدارس الخاصة في منبج المرحلة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي ومرحلة التعليم الأساسي “الصف التاسع”، وتتراوح التكاليف بين كل فرع، ففي الوقت الذي يدفع فيه طالب بكالوريا الفرع العلمي 250 ألفا ليرة للمدارس الخاصة سنويا شاملة للمواصلات، فإن طلاب البكالوريا الفرع الأدبي وطلاب مرحلة التعليم الأساسي يدفعون 160 ألفاً سنويا شاملة للمواصلات، أما بالنسبة للمعاهد الخاصة فيكون الحساب بحسب المادة التي يرغب الطالب في حضورها.
ووفق المراسل، مرّت المدارس في منبج بعدّة مراحل كانت فاصلة في تغيير مسارها منذ عام 2011 وإلى الآن، فالمرحلة الأولى كانت حينما سيطر “الجيش الحر” على المدينة، وهي المرحلة التي توافرت فيها المدارس الخاصة والحكومية في آن معاً، وإنما لم تشهد تلك المرحلة إقبالاً للطلاب على المداس عموماً سواء كانت خاصة أم حكومية وذلك بسبب القصف المستمر لقوات الأسد على المنطقة.
وأشار المراسل إلى أن مرحلة الجيش الحر كانت مقبولة إلى حدّ ما مقارنة مع المرحلة الثانية التي سيطر فيها “داعش” على المنطقة، إذ انعدم التعليم في المدينة بشكل كامل وأصبحت المدارس معسكرات لتدريب الأطفال على القتال، وكان التعليم في تلك الحقبة مركّزا على تعليم الأطفال العلوم الشرعية فقط مع إهمال تدريس المواد العلمية بشكل كامل، لكنّ الحالة تغيّرت بشكل كبير جداً عند سيطرة قوات قسد، فازدهر التعليم بشكل ملحوظ لتحول منبج إلى نموذج للأمن والاستقرار مما دفع الأهالي في المدينة وخارجها إلى إرسال أطفالهم إلى المدارس من جديد.