تعتبر المؤونة الشتوية من الأمور الهامة والأساسية في حياة العائلة السورية، إلاّ أن الأوضاع الاقتصادية المتردية أثّرت بشكل سلبي في كمية المؤونة وأنواع المواد التي بات غلاء الأسعار يتحكم في كميتها ونوعها.
مراسلنا في منبج “شاهين محمد” أفاد ببدء الأهالي في “منبج” بتحضير المؤونة الشتوية، وعلى الرغم من سيطرة الدولار والغلاء الفاحش وظروف الحرب، إلا أنه لايمكن تجاهل موسم المؤونة التي تعتبر منذ القدم إحدى الوسائل المساعدة لتخفيف المصاريف خلال فترة الشتاء عن العائلة.
يبدأ موسم تجهيز المؤونة المنبجية مع نهاية فصل الصيف ودخول الخريف، حيث يستغل الأهالي هذه الفترة بتحضير المؤونة إما بالتبريد أو التجفيف، ومن أصنافها، الجبنة والخضروات ودبس البندورة والمخللات والعدس المجروش والبازلاء والباميا والملوخية والباذنجان وأوراق العنب، إلى جانب الزيتون وزيت الزيتون والمربى بأنواعه، وأخيرا المكدوس الذي يتصدر هذه القائمة.
تقضي معظم العائلات وخاصة الريفية معظم وقتها في تأمين المؤونة الشتوية، ويتمثل ذلك في زراعة البساتين بجميع أنواع الخضروات التي يخزّن قسماً منها للمؤونة الشتوية وتستهلك القسم الآخر طازجاً، أما العائلات الموجودة في مركز مدينة “منبج” فتقوم بشراء معظم المواد للمؤونة من سوق الهال.
وقال مراسلنا : “بحكم الأوضاع الحالية في سوريا إجمالاً فإنه لا يمكن التنبؤ بالأسعار بسبب تغييرها المستمر، وإن أردنا ذكر أسعار بعض الأنواع فهي على الشكل التالي:
50 ل.س لكيلو الباذنجان و250 ل.س للخيار والفليفلة الحمراء بينما الفليفلة الخضراء فهي بسعر 200 ل.س، والبندورة بـ 250 ل.س والكوسا 400 ل.س ،أما كيلو لبن الغنم فهو 800 ل.س وكيلو الجبن يتراوح بين 1500 إلى 1600 ل.س، بينما الفاصولياء فسعر الكيلوغرام الواحد اليوم هو 150 ل.س.
وعن التكلفة الإجمالية للمؤونة الشتوية لهذا العام أضاف مراسلنا بأنها تجاوزت 200 ألف ل.س لعائلة مؤلفة من 10 اشخاص، بينما كانت كلفتها لنفس العائلة قبل 2011 لا تتجاوز 20 ألف ل.س، وبسبب هذا الغلاء فإن الكثير من العائلات لا تستطيع تجهيز المؤونة بشكل كامل وإنما تكتفي بالضروري منها فقط، حيث تقتصر حالياً مؤونة معظم العائلات على الدبس والزيتون وزيت الزيتون.
يذكر أن الكثير من العائلات في “منبج” بدأت حالياً بامتهان الموضوع والنظر إلى المؤونة كتجارة رابحة وخاصة بعد ازدياد الكثافة السكانية خلال الفترة الماضية في المدينة.