بدأت أزمة ارتفاع أسعار المواشي كافة في سوريا منذ بداية الشهر الثاني شباط 2019 حيث تشهد حركة الأسواق إجمالاً ارتفاع ملحوظاً بأسعار الأبقار والأغنام.
وعن الأسباب وفروقات الأسعار بين العامين الماضي والحالي قال مراسل وطن اف ام في منبج “شاهين محمد” إن هذا العام شهد ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالعام الفائت، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها توفر العلف، حيث إن معظم السكان خزنوا كميات كبيرة من العلف بسبب وفرة موسم الربيع الفائت، الذي سبقه شتاء غني بالأمطار الغزيرة.
وأوضح محمد أن أغلب الأهالي وتجار الأغنام لم يبيعوا أغنامهم بسبب ما تدره من فوائد مادية وغذائية كالحليب والتكاثر، أما السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار فهو تصديرها إلى خارج مناطق “قسد”، وتحديدا مناطق النظام وكردستان العراق بعد فتح معبر “سيمالكا” الحدودي.
تمتاز المواشي في سوريا بشكل عام وفي مناطق حلب وريفها الشمالي والشرقي بالأغنام والأبقار البلدية التي تحتوي على طعم ونكهة لحمة رائعة لا مثيل لها في مناطق أخرى، وتقاوم وتتعايش هذه المواشي في جميع المواسم عكس المواشي المستوردة من خارج سوريا، كما تكون المواشي السورية، وتحديداً مواشي “منبج” وريفها، خالية من حقن الهرمونات والأدوية.
وبالنسبة لأسعار المواشي في منبج اليوم يبدأ سعر كيلو الخروف الخفيف بـ 2500 ل.س، والخروف الثقيل بـ 2400 ل.س، والفطيمة الكيلو بـ 2150 ل.س، والنعجة بـ 2100 ل.س، أما الكبش فيبلغ سعر الكيلو الواحد بـ 2200، والجدي بـ 1850ل.س، أما البقر فيتراوح سعر الدابة كاملة ما بين الـ900 ألف وحتى مليون و 200 ألف ل.س، ويقدر سعر النعجة ما بين 100 وحتى 150 ألف، ويوضح مراسلنا أن الأسعار ليست مستقرة بسبب ارتباطها بسعر الدولار، وبكل الأحوال فإن أغلب أهالي منبج من الطبقة الفقيرة ولا يستطيعون شراء كيلو اللحمة.
وتتم عملية ذبح المواشي يتم عن طريق مسلخ مدينة “منبج” الواقع بجانب كراج الرقة تحت إشراف كامل من لجنة التموين التي تطلع على كافة عمليات الذبح وتتأكد من سلامة المواشي وتضع على الذبيحة ختما قبل تسليمها لصاحبها.
أما عن دور الإدارة المدنية الديمقراطية فيقول مراسلنا: “أصدرت مؤسسة الثروة الحيوانية التابعة للإدارة الديمقراطية في مدينة “منبج” قراراً بمنع تجارة الماشية ومراقبة الأسواق وإلزام التجار بقرار المنع مع فرض عقوبات على المخالفين.
وتعتبر أعداد المواشي في “منبج” كبيرة جداً لا يمكن حصرها، والدليل على ذلك ارتفاع اللحوم في منبج، فأسعار البيع والشراء من قبل التجار مغرية جدا بحيث يكون سعر كلغ اللحمة من الماشية الحية ما يقارب 2500 ل.س.
وبالنسبة للسيارات والشاحنات التي تدخل إلى مناطق “قسد” من كل المعابر، فهي تتعرض للجمركة إن كانت تحمل أية مواشي، حيث يكون جمركة الرأس الواحد من الغنم 500 ل.س، إلاّ أنّ أغلب حالات دخول الماشي إلى مناطق قسد ومنبج تكون عن طريق طريق التهريب من درع الفرات إلى منبج، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع كبير في الأسعار بأسواق الماشية في درع الفرات.
وذكر مراسلنا ختاماً أنّ الإدارة المدنية المتمثلة بمؤسسة الثروة الحيوانية غير راضية عن أزمة ارتفاع أسعار المواشي، لكن مساعيها تصطدم بالترويج الكبير من قبل التجار الذين يأتون من الجزيرة السورية ومن كردستان العراق برفقة قوات قسد، ولديهم شبه حصانة وصلاحية واسعة، وفق المرسل.