في مخيم “الرسم الأخضر” القريب من قرية الرسم الأخضر بريف إدلب، يقطن 4 آلاف نازح يتوزعون على 800 خيمة، ومعظمهم من مناطق خفسة ومسكنة ودير حافر بريف حلب إضافة إلى ريف الرقة، قصدوا ريف منبج هربا من المعارك المستمرة شمال شرقي سوريا ضمن عملية نبع السلام.
يوماً بعد يوم تزداد معاناة النازحين القاطنين في جميع مخيمات سوريا بالإضافة إلى المقيمين في المخيم الموجود في منبج، وهذه المعاناة لست وليدة اليوم وإنما تتكرر المعاناة ذاتها منذ سنوات، فغياب المنظمات والدعم أو بالأحرى إهمال تلك المنظمات، أدى إلى معاناة المقيمين فيه من مشاكل عديدة أهمها النقص الكبير في الخيم والمواد الغذائية والنقاط الطبية والتعليمية، بالإضافة إلى معاناة الأطفال التي لا يمكن وصفها مع حلول فصل الشتاء.
يعاني المخيم من نقص في مواد التدفئة، بحيث أن أغلب النازحين يضطر إلى تشغيل مدافئ على الحطب أو حرق الثياب البالية واستخدامها للتدفئة، أما ما يخص النقاط الطبية فيمكن القول إنه لا توجد أية نقطة طبية في المخيم، حيث يلجأ النازحون في حال مرض أحدهم إلى الذهاب إلى داخل مدينة منبج أو إلى مستشفى الفرات أو العيادات الخاصة وأخذ العلاج على نفقتهم الخاصة بعد اخذ الموافقة من إدارة المخيمات.
وإلى جانب ذلك، هنالك أيضاً نقص حاد في دعم المواد الغذائية، وهو دعم لا يستمر أكثر من يومين اثنين، ويقتصر على البسكويت والمعلمات الخفيفة التي لا يمكن أن تستمر لأكثر من أسبوع واحد فقط.
الجهة المسؤولة عن النازحين والمخيمات هي لجنة شؤون النازحين التابعة للإدارة المدنية الديمقراطية، ومع حلول فصل الشتاء لا يوجد إلى الآن منظمة داعمة و متبنية لشؤون النازحين بشكل رسمي، ولجنة شؤون النازحين هذه هي التي تتكفل باستبدال خيم النازحين بخيم جديدة تتحمل عوامل الطقس والشتاء، بالإضافة إلى تزويد المخيم بمياه الشرب ومياه الغسيل، وأيضاً ستقوم بصب أرضية كل الخيم بالباطون بارتفاع 20 سم من أجل نظافة أرضية الخيام خلال الشتاء.
لكن رغم ذلك يعتبر الدعم محدوداً وغير كاف لجميع النازحين، فهناك في منبج أعداد كبيرة من النازحين المنتشرين في قلب المدينة ومحيطها، ومعظمهم نازحون من مناطق سيطر نظام الأسد عليها، كمناطق مسكنة والخفسة ودير حافر، بالإضافة إلى الهاربين من مخيم عين عيسى، كما يوجد عدد لا يستهان به من النازحين القادمين من حمص والبوكمال ودير الزور، والكثير من المقيمين داخل مدينة منبج وحتى من هم في أريافها يقطنون في شقق غير مكسوة بتاتاً، ويبلغ عدد المقيمين في المدينة ومحيطها نحو 5 أو 6 آلاف نازح، فيما يبلغ عدد المقيمين داخل المخيم نحو 4 آلاف نازح.
لا يختلف حال المقيمين داخل المدينة عن أمثالهم في الأرياف أو حتى المقيمين داخل المخيم، إذ يفتقر جميعهم لمقومات لأدني مقومات الحياة، فالمقيمون داخل المخيم يفتقرون المسكن والملبس والضعف في المساعدات الغذائية نتيجة غياب الدعم وإهمال المنظمات، وهذا ما دفع العديد منهم للجوء إلى التسول.
بالنسبة للعمل في مدينة منبج، فهو متاح لجميع القاطنين في المدينة دون تمييز بين ابن المدينة والنازح، فالنازحون ساعدوا إلى حد ما بإنشاء سوق صناعي بالقرب من المطاحن بالإضافة إلى سوق لبيع قطع تصليح السيارات والمولدات، وأيضاً قاموا بفتح عدد من المحلات الخاصة بتصليح السيارات، وبعض هذه المحلات كانت على حساب النازح ومن ماله الخاص، أما الفئات التي لجأت إلى التسول لكسب قوت يومها فلا يمكن نكران وجودهم والحالة السيئة التي وصلوا إليها في ظل غياب أي تحرّك حقيقي يهدف إلى مساعدتهم.