في العمق

السوريون في لبنان بين محنة البقاء ومخاطر العودة

بحثت حلقة اليوم من برنامج “في العمق”، واقع ومستقبل اللاجئين السوريين في لبنان، بالوقت الذي تتزايد الضغوط عليهم، من قبل بعض الأحزاب والمسؤولين في لبنان، كي تتم إعادتهم إلى سورية، وهو فعلاً ما دفع عشرات الألاف منهم للعودة في الأشهر القليلة الماضية، رغم تعرض بعض العائدين لانتهاكاتٍ من قبل سلطات النظام السوري.

و رغم إبداء النظام ترحيبه ببدء عودة السوريين من لبنان، عبر تصريحات لمسؤوليه، وتغطية وسائل إعلامه لقوافل العائدين، وهم معظمهم من سكان القلمون بريف دمشق، وغيرها من المحافظات السورية، إلا أن أجهزته الأمنية، واصلت اعتقال بعضٍ منهم في الفترة الماضية، حيث شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول، بحسب منظماتٍ حقوقية، اعتقال 38 سورياً ممن قرروا العودة من لبنان إلى سورية.

كما شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، اعتقالات مماثلة، تمت يوم الثامن من هذا الشهر، بعد عبور إحدى قوافل السوريين العائدين من لبنان، إلى الأراضي السورية، حيث أفاد شهود عيانٍ عن اعتقال نحو عشرين شاباً من قبل مخابرات النظام، غداة عبورهم نقطة “جديدة يابوس” الحدودية مع لبنان، حيث تم إيقاف حافلات العائدين، واعتقلت دوريات الأمن السوري، نحو عشرين شاباً من الحافلات، بحجة أنهم مطلوبون لتأدية الخدمة العسكرية، رغم حصولهم على تطمينات بأنهم لن يقتادوا إلى الخدمة الإلزامية قبل ستة أشهر من عودتهم لسورية.

ومنذ أيام، أكد وزير شؤون النازحين في الحكومة اللبنانية، معين المرعبي، أن النظام السوري، قتل بعض اللاجئين السوريين الذين عادوا من لبنان إلى بلدهم، معتبراً أن ذلك دليلٌ على كذب مزاعم النظام، أنه يرحب بعودة السوريين من لبنان.

وعرض ذات الوزير، صورة قال أنها لثلاثة من الذين قتلهم النظام السوري، بعد عودتهم الى سورية، ويرجح أنهم من مناطق القلمون بريف دمشق.

وتظهر الصورة ثلاثة جثثٍ، وصفها الوزير اللبناني بأنها “هذه آخر مجزرة” بحق اللاجئين السوريين العائدين من لبنان الى بلدهم، قائلاً خلال لقائه مع أعضاء بمنظمة “هيومن رايتس ووتش، أنه قد “بلغني شخصياً مقتل أكثر من 20 لاجئ عادوا إلى سورية”.
وترحب معظم التيارات السياسية اللبنانية، وعلى رأسها التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشيل عون، بالحراك الروسي الذي يهدف لإعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم، إذ أن المسؤولين اللبنانيين الذين يدعون بشكل دائم لإعادة السوريين المقيمين في لبنان، إلى بلدهم، و يعتبرون أن الأوضاع في سورية باتت هادئة، ويوجد مناطق أمنة كي يعود إليها اللاجئون في لبنان، بينما تثبت الانتهاكات التي يتعرض لها بعضهم من قبل سلطات النظام السوري، أن عودتهم ليست آمنة كما يُروج لها.

وأجرت “وطن اف ام” استطلاعاً للرأي، تم بثه خلال الحلقة، حي وجه مراسلو الإذاعة، سؤالاً لعدد من السوريين والسوريات، حول ما إذا كانوا يعتبرون، عودة السوريين من لبنان الان آمنة؟. وهل تستطيع منظمات الأمم المتحدة حمايتهم في لبنان في حال قرروا البقاء؟ أو حمايتهم في حال قرروا العودة لسورية؟، لتأتي معظم الإجابات، بأن الظروف ليست ملائمة تماماً لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، في ظل الانتهاكات التي تعرض لها بعض العائدين، والتي قد يتعرض لها من يعتزمون العودة قريباً.

واستضافت حلقة اليوم، الناشط السوري المقيم في لبنان، أحمد القصير، وكذلك الحقوقي غزوان قرنفل، وهو مدير تجمع المحامين السوريين الأحرار.

ويمكنكم الاستماع الى التسجيل الكامل للحلقة عبر زيارة الرابط التالي:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى