يبحث مسؤولون محليون في معرة النعمان عن قطعة أرض لتكون مخيماً متوقعاً لسكان المدينة، استباقاً للأسوء، الهجرة عن المدينة التي باتت الاشتباكات أقرب إليها خلال أسبوع واحد.
خبر يصل من ريف إدلب، التي انقلب فيها الموقف العسكري سريعاً، وبعد أيام قليلة من الجولة الثالثة عشرة لمباحثات أستانا التي انتهت في الأول من آب ونصت على هدنة لم تعرف الحياة إلا لخمسة أيام فقط.
يذهب المحللون إلى أن ما اتفق عليه في استانا هو هذا الذي يجري على الأرض الآن، اتفاق تسليم واستلام بين الراعيين، روسيا وتركيا، ويختلفون على علم المشاركين في الجولة بذلك الاتفاق.
يؤكد الدكتور أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة السورية إلى مباحثات استانا في جولتها الأخيرة، وجود لغط كبير حول ما حدث في تلك الجولة، ويقول أن التفاوض كان على تنفيذ اتفاق سوتشي الخاص بإدلب، والذي كان من المفترض أن يحافظ على الهدوء في إدلب وحماة.
طعمة يقول لبرنامج في العمق، إن المفاوضات الصعبة كانت انتهت بالاتفاق على ذلك، لكن ما حصل كان مفاجئأً، حيث نقض نظام الأسد وروسيا الاتفاق مستخدمين أسحلة جديدة ونوعية ومحرمة دولياً، كما أن الميليشيات الإيرانية شاركت في المعارك الأخيرة “وهو ما حقق فرقاً رغم صمود المقاتلين على الأرض”.
اتهم وفد المعارضة في أستانا بأنه وافق على تغيير السيطرة العسكرية على الأرض لصالح النظام، يقول طعمة أن مردّ تلك الاتهامات هو “جهل الناس بما يجري” بالإضافة إلى “وجود مغرضين يحاولون تحميل السياسيين المسؤولية عما يجري”.
يتابع طعمة أن المجتمع الدولي صمت هذه المرة تجاه ما يحدث على الأرض، ويعتبر أن الخلافات التركية الروسية كبيراً جداً، وتجلى ذلك في محاصرة النقطة التركية في ريف حماة، لكنه لا يظن أن ذلك الحصار سيستمر، ويقول إن النقطة لن تنقل حتى من مكانها.
“تفسر موسكو اتفاق سوتشي وفق أهواء نظام الأسد، فيما تفسر أنقرة الاتفاق وفق ما تراه وما تراه الجهات السياسية السورية المعارضة” يقول طعمة معلقاً على شكل الخلاف الروسي الإيراني، لكنه يقول إنه لا يعلم لماذا انهار وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه في الجولة الأخيرة من استانا في بداية آب.
طعمة يقول إن مشاركته في مفاوضات استانا لم تؤدي إلى هذه التطورات على الارض في إدلب وحماة، وهو لا يرى فرقاً بين الساسة والمقاتلين على الأرض، فكل له دور في “تثبيت مبادئ الثورة”.
طريق المال
كانت اتفاقات أستانا قد نصف على فتح الطريقين الدوليين M4 M5 اللذان يربطان بين حلب ودمشق وحلب واللاذقية، وهما ايضاَ طريق تصدير دولي و “طريق الحرير الجديد” وفق تعبير الخبير في الشؤون الاقتصادية السورية فراس شعبو.
يعتبر شعبو ضمن برنامج في العمق، أن الطريقان سيفتحان في نهاية المطاف، ولكل الأطراف مصلحة في ذلك، فتركيا تحتاج الطريق لتصدير بضائعها إلى الخليج العربي انطلاقاً من الاراضي السورية، وروسيا تحتاجه كي تجعل موقف نظام الأسد الاقتصادي أكثر قوة من السابق، ويحتاجه نظام الأسد كي يتجنب بعض العقوبات الاقتصادية التي تعرقل نموه.