إيران في سوريا

بعد توسعها في الجنوب السوري .. هل إيران والميليشيات التابعة لها من تقوم بالاغتيالات؟

بحثت الحلقة الثالثة عشر من برنامج “إيران في سوريا” في توسع إيران في الجنوب السوري والأساليب التي تتبعها إيران في تنفيذ مخططها في تلك المنطقة، إضافة إلى الاغتيالات في درعا وتساءلت الحلقة عن المستفيد من هذه العمليات، ويبث البرنامج كل جمعة الساعة 3:05 مساءً بتوقيت دمشق على إذاعة وطن إف إم.

استضافت الحلقة المتحدث باسم تجمع أحرار حوران أبو محمود الحوراني، والصحفي السوري أمجد عساف، والخبير العسكري والاستراتيجي العميد أسعد عوض الزعبي.

توسع إيران في الجنوب السوري

لا يخفى على أحد العين الايرانية التي جعلت من جنوب سوريا مرتعاً للميليشيات الإيرانية تحقق لطهران ذلك الحلم بالسيطرة عليه، وذلك للأهمية الجيوسياسية لتلك البقعة الجغرافية التي تعتبر طريق وبوابة للخليج العربي عبر الأردن، وكذلك بوابة الجولان التي تعبر منها إيران إلى الكيان الاسرائيلي.

وفي هذا السياق تحدث الصحفي السوري “أمجد عساف” خلال استضافته في الحلقة عن نقاط التواجد الإيرانية في جنوب سوريا، معتبراً أن البوابتان على نفس القدر من الأهمية بالنسبة لإيران، وهذا التواجد المرصود الآن، يعود إلى مرحلتين

المرحلة الأولى: ما قبل الثورة السوري ألفين وأحد عشر والتي تعتبر الحقبة التي تواجدت فيها إيران عبر الحوزات العلمية، الحسينيات التابعة لها والجمعيات التي كانت تحمل طابع إنساني ولكن تحمل وسائل تغيير للإيديولوجيا، تدار من قبل شخصيات مقربة من نظام الأسد كجمعية المرتضى وجمعية الإمام الرضى، إضافة للمواقع العسكرية التي أنشأتها إيران.

المرحلة الثانية: بدأت في بصرى الشام، تدخل من نوع آخر، تشكيلات عسكرية تتبع لإيران شرقي درعا مثل كتائب الهادي وحزب الله التي تتبع للحرس الثوري الإيراني، إلى أن أصبحت بصرى الشام تحت سيطرة الفيلق الخامس التابع للنظام بقيادة أحمد العودة، وذلك بعد سيطرة المعارضة عليها لسنوات، يذكر أن أحمد العودة يرفض رفضاً قاطعاً، عودة الأهالي الشيعة إلى بصرى الشام لمنع سيطرة الكتائب التابعة للحرس الثوري على المنطقة إلى حد هذه اللحظة.

إيران بحسب “عساف” تحاول اليوم التمدد بكافة الوسائل في الجنوب السوري، عبر الميليشيات الإيرانية بداية، حيث يتواجد عدة ميليشيات لايران، أبرزها ميليشيا حزب الله اللبناني والذي قام بتجنيد أكثر من 2800 عنصر من أبناء الجنوب السوري، و 300 عنصر من لواء أبو الفضل العباس، إضافة إلى 500 عنصر يتبعون بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني، كما يمارسون نشاطاتها خارج الجنوب السوري.

على سياق آخر اعتبر عساف أن إيران تحاول التمدد تحت غطاء العمل الإنساني، من خلال إنشاء عدد من المنظمات ذات الطابع الإنساني، ولكن هي منظمات تهدف إلى تقديم العون إلى ميليشياتها، عن طريق جمع التبرعات، وتغيير معتقدات الأهالي، ومنها جمعية الزهراء بعد زيارة أبو الفضل الطبطبائي ممثل المرشد الإيراني في سوريا، حيث تقوم بدعم قوات العرين 313 التابعة لإيران، إضافة إلى تطويع القاعدة الشعبية.

الاغتيالات في درعا .. من يقف خلفها؟

بدأ مسلسل الاغتيالات في محافظة درعا بحسب المتحدث باسم تجمع أحرار حوران في 2015 من خلال اغتيال عناصر وقياديين في الجيش الحر والدفاع المدني وغيرها، وكانت الجهة مجهولة حينها.

لكن بعد سيطرة النظام، فإن غالبية من تم استهدافهم في الآونة الأخيرة هم من الرافضين للتواجد الإيراني ولهم نشاط ملحوظ في توعية الأهالي بحسب “الحوراني” وهناك أمثلة على ذلك مثل الشيخ علاء الزوباني إمام وخطيب مسجد في بلدة اليادودة في غربي درعا، حيث حاول جاهداً توعية الشباب وحضِهم على عدم الالتحاق في صفوف قوات الأسد والميليشيات الإيرانية بشكل علني عبر منبر المسجد الذي كان يخطب فيه، لينهي به الأمر إلى إيقافه عن الخطابة من قبل نظام الأسد، ومن بعدها تم اغتياله بمسدس كاتم للصوت عقب خروجه من صلاة العشاء، مشيراً الحوراني إلى أنه لا يتواجد مسدسات كاتمة الصوت إلا مع مخابرات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية.

كما تحدث الحوراني عن تفاصيل هذا الملف خلال استضافته في الحلقة

حلول لواقع السيطرة الإيرانية على الجنوب السوري

قارب الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أسعد عوض الزعبي أن الوجود الإيراني في سوريا مشابه للبنان والعراق، والمناطق التي دخلتها معتبراً بحسب وجهة نظره أن ما يجري من صراع بين الروس والإيرانيين في سوريا غير حقيقي.

اعتبر الزعبي أن معالجة واقع السيطرة الإيرانية يمر عبر ثلاث قضايا

أولاً: القضية الأولى نابعة من السوريين أنفسهم في أن يكون لهم إرادة في ردع وإخراج إيران ومنعها من التوغل كونها محتلة يجب محاربتها.

ثانياً: قضية عربية بحتة، عن طريق اجتماع عربي لدعم السوريين الذي أصبحوا يتقاضون رواتب من إيران بسبب الحاجة الملحة.

ثالثاً: قضية إقليمية ليست فقط عربية من أجل حشد طاقات معينة ضد الحركة الإيرانية سواء البرية أو الجوية أو البحرية.

معتبراً الزعبي أن الحشد الدولي ضد إيران غير صادق، ولا يمكن الاستفادة منه كسوريين إنما يخدم مصالح الدول، وهو يسير ببطء حسب وجهة نظره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى