فتحت الحلقة السادسة عشرة من برنامج إيران في سوريا، ملف الميليشيات الإيرانية في سوريا، وسلطت الضوء على الميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني تحديداً، والتي لعبت دوراً هاماً في مساندة نظام الأسد ضد الثورة السورية.
استضافت الحلقة العقيد الركن حاتم الفلاحي الباحث في مركز راسام للدراسات السياسية، والعقيد أحمد حمادة الخبير العسكري والاستراتيجي، و المحامي اللبناني نبيل الحلبي مدير منتدى الشرق الأوسط للسياسات والدراسات المستقبلية.
وأجرى مراسلو وطن اف ام في ريف اللاذقية وإدلب وحلب استطلاعا للرأي سألو فيه أهالٍ عن ما إذا كان حزب الله اللبناني سيخرج من سوريا أم سيبقى ولماذا.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها حزب الله الطائفي ستدفعه لمواصلة تمركزه في سوريا لحفظ ماء وجهه أمام حاضنتهم الشعبية، اعتبر اخرون أن العقوبات الأمريكية على إيران وأذرعها ستشكل عامل ضغط مهمش يدفع الحزب للخروج من سوريا مستدلين على ذلك بالإجراءات التقشفية التي أعلن عنها الحزب كتحويل مقاتلين إلى الاحتياط، ورأى اخرون أن الحل الوحيد وجود قرار دولي لإخراجهم من سويا وماعدا ذلك فإن هذه الأعمال ستؤدي لتقوية نفوذهم أكثر في سوريا.
تحدث العقيد الركن حاتم الفلاحي عن دور الميليشيات العراقية في سوريا، حيث أعاد الذاكرة إلى لحظة التحشيد الطائفي العسكري الإيراني في العراق والذي كان باعتباره جزءاً من مخطط كبير للمنطقة، وأوكل لإيران بأن تلعب هذا الدور من خلال دفع البعض للذهاب للقتال في سوريا معتمدين على الإغراء المادي والحشد الطائفي العقائدي الفكري من خلال الوسائل والمنابر والمنصات الإعلامية، والدعوة لحماية المراقد المقدسة عندهم، ورفع شعارات كـ “يالثارات الحسين” و”لن تسبى زينب مرتين” ومن هنا كان الدور المركزي الذي بدأ من مرقد السيدة زينب واستمر بعدها التوسع إلى مناطق أخرى.
كانت البداية مع تشكيل قوات التدخل السريع الشيعية، والتي تتشكل من لواء زينبيون ويتألف من الشيعة الباكستانيين ولواء حيدريون ويتألف من الشيعة العراقيين ولواء فاطميون ويتألف من الشيعة الأفغان اللاجئين في إيران، ويتكون هذا اللواء من عدة فرق.
أما لواء حزب الله ويتألف من شيعة لبنانيين جلبهم الحرس الثوري للقتال في سوريا إلى جانب شيعة سوريين، وهذا اللواء ينقسم إلى قسمين هما حزب الله لبنان وحزب الله سوريا ويضم سوريين من أهالي دمشق ونبل والزهراء.
أما عن تعداد الميليشيا العراقية ودورها ومستقبلها في سوريا فقد ذكر الفلاحي أن روسيا تحاول تشكيل الفيالق والأولوية التابعة لها، لتسد فراغ الميليشيات الإيرانية حيث أن مسألة البديل مهمة في هذا التوقيت، إلا أن هناك ضعف في تحركات تلك الفيالق ، برز ذلك جليّاً خلال معركة إدلب الأخيرة.
أما عن حزب الله اللبناني، فقد تحدث العقيد أحمد حمادة الخبير العسكري والاستراتيجي، عن دور الحزب والذي توغل في الأراضي السورية، متوزعاً من القلمون إلى القصير إلى الزبداني، وانتشر في منطقة جبل الشيخ، في حضر، وفي العديد من المناطق في سرايا رسم النسل باتجاه منطقة القنيطرة، وكذلك منطقة جنوب دمشق من المطار الدولي إلى منطقة السيدة زينب، والحجيرة، والقزاز، واصفاً هذه المنطقة بـ”الإمارة الشيعية” حيث لا يمكن الدخول إليها، وينتشر الحزب في منطقة جنوب حلب، وقد وصل إلى المنطقة الشرقية، إلا أن المناطق الحدودية اللبنانية السورية تبقى هي المناطق الاستراتيجية للحزب.
إعادة ترسيم الحدود اللبنانية السورية، عبر كانتونات طائفية، وهذا ما يتمسك به حزب الله، ويمنع كذلك الأمر جيش النظام من الدخول إلى المناطق بحسب المحامي اللبناني نبيل الحلبي، فلذلك يسعى للمحافظة على وجوده في القيصر، باعتبارها تحمل الطبيعة ذاتها للمنطقة الواقعة على مقربة من نهر العاصي (بعلبك – الهرمل) اللبنانية، والتي يستغلها في زراعة “الحشيشة والكابتاغون” واللذان يعتبران مصدر تمويل لحزب الله في عملياته الإرهابية.
ورد مدير منتدى الشرق الأوسط للسياسات والدراسات المستقبلية المحامي اللبناني نبيل الحلبي، حول ما أوردته صحيفة واشنطن بوست في تقريرها مؤخراً عن العقوبات الأمريكية على حزب الله وذكر أن سياسة التضييق على الحزب باتت تؤتي أُكلها كونه اضطر مؤخراً لإلغاء بعض العقود مع المتعاقدين معه، ولا مساس بمن يرتبطون بالحزب عقائدياً والذين يعتمد عليهم الحزب، وكما استبعد الحلبي خروج الحزب من سوريا في الوقت الراهن أكد أن المؤشرات تدل على إصراره على البقاء في سوريا مستغلاً الاتجار بالمخدرات لتمويل ذاته، خاصة مع اعتقاد الإيرانيين بأن المنطقة يعاد رسمها من خلال مايسمى صفقة القرن، وخروج النظام الإيراني وأذرعه خاسرين.