يُعاني مرضى الفشل الكلوي السوريون في الأردن، من انقطاع الدعم الطبي لتغطية نفقات علاجهم من قبل المشافي أو المراكز المعنية، كما يواجه العديد منهم كابوس التكفّل المادي الكامل لمصاريف العلاج، الأمر الذي بات مستحيلاً عند الأكثرية.
وأوضحت مراسلتنا في الأردن دينا بطحيش أن السوريين المصابين بمرض الكلى والموجودين في الأردن يبلغ عددهم نحو 130 شخص، بينهم ٦٧ امرأة و 6 أطفال، وهم بحاجة لثلاث جلسات غسيل أسبوعية تقدّر تكلفتها بـ 75 ألف دولار أمريكي.
وفي أوائل عام 2014، أوقفت مفوضية اللاجئين في الأردن دعمها لملف مرضى الفشل الكلوي المقيمين بالمناطق الحضرية، وأبقت الدعم على اللاجئين في المخيمات حيث كانت سابقًا تغطي تكاليف الغسيل المجاني والأدوية.
وأضافت “بطحيش”: “استلمت بعدها منظمة سيما (الرابطة الطبية للمغتربين السوريين) الملف لفترة محدودة، لينتقل لاحقًا إلى تغطية جزئية من منظمة “سامز” والإغاثة الإسلامية، وأخيرًا إلى مركز الهلال الأحمر القطري في العاصمة عمان، والذي اقتصر عمله في الفترة الأولى على تغطية تكاليف الغسيل فقط”.
أما في بداية عام 2018 ، قلّص الهلال الأحمر دعمه، حيث أصبح يغطي جلستين بدل ثلاث جلسات لكل مريض، الأمر الذي دفع العديد من المرضى إلى التكفّل بمصاريف الجلسة الثالثة، ورغم ذلك توقف الدعم نهائيًا من العام الماضي، وبات يغطي بعض الحالات القليلة وبشكل منقطع، بحسب بطحيش.
من جانبه، تحدّث “أبو راكان” لاجئ سوري من حمص مقيم في عمان لـ راديو وطن، أنه كان يتلقى علاجه في مشفى الهلال الأحمر وبدعم من الهلال القطري، حتى أواخر عام 2017، ليتم إبلاغه أنه سيتم إيقاف الدعم.
وبعد أشهر تمكّن الهلال من تأمين دعم مادي لبعض المرضى ممن لم يتجاوزوا سن 18 عام، لينقطع بعد نحو شهرين.
وعن تغطية تكاليف العلاج، قال إنَّ جلسة الغسيل الواحدة تُكلف نحو 50 دينار أردني وفي بعض المراكز الخاصة تصل إلى 70 دينار، ما يعادل من 75 حتى 100 دولار أمريكي، وهو يحتاج إلى 3 جلسات أسبوعيًا أو كل 10 أيام كحد أقصى، بتكلفة شهرية 450 دينار أردني أو ما يعادل 650 دولار أمريكي.
وأردف أنَّ هذه التكاليف المذكورة فقط للغسيل الكلوي في وحدات “الديلزة”، بينما تتجاوز تكاليف الأدوية بشكل شهري 300 دينار بين حبوب وإبر تسكين وعلاج، وهو مبلغ باهظ جداً بالنسبة لأي شخص كان لاجئ أو غير لاجئ.
فيما قالت “أم رشيد” إحدى المصابات بالفشل الكلوي ومقيمة في إربد، أنَّ حالتها الصحية تراجعت بعد توقف الدعم للمراكز الصحية، وحاولت أن تقلّص بعض الجلسات المقررة لها في الشهر الواحد بدلاً من 12 جلسة، 7 أو 8 جلسات، مع عدم تمكنها شراء جميع الأدوية على اعتبار أنها مصابة بمرض السكري، الأمر الذي زاد حالتها الصحية صعوبة.
وحاولت “أم رشيد” التواصل مع المفوضية لإيجاد أي حل لتغطية نفقات العلاج وللأسف لم تتمكن من الحصول على منحة مجانية أو نصف مجانية.
ولفتت بطحيش إلى أنَّ نحو 8 حالات من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال العامين الماضيين في الأردن بسبب توقف جلسات الغسيل، التي تسببت بفشل في بعض أعضاء الجسم وأدت إلى الموت.
كما قدم مركز الملك سلمان للإغاثة قبل أسبوعين، دعم للمرضى بمخيم الزعتري، وتم تسليم 3503 وصفة طبية للسوريين في المخيم الزعتري، إلّا أنَّ الدعم لم يشمل بقية السوريين خارج المخيمات.